أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد ، نا أبو محمد الحسن بن علي إملاء ح.
وأخبرناه أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، وأبو علي الحسن بن المظفر بن السبط ، وأبو غالب أحمد بن الحسن ، قالوا : أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا محمد بن يونس بن موسى ، حدّثني أبي يونس بن موسى ، أنا الحسن بن حمّاد البجلي ، نا أبو خالد الواسطي ، عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب ، قال :
كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصلي الفجر فيغلس ويسفر ويقول : «ما بين هذين وقت لكيلا يختلف المؤمنون» ، قال : فصلى بنا ذات يوم بغلس ثم التفت إلينا كأن وجهه ورقة مصحف ، فقال : «هل رأى أحد منكم الليلة في منامه شيئا؟» ، قلنا : لا يا رسول الله إلّا خيرا ، فقال : «لكني رأيت كأنه أتاني ملكان فأخذا بضبعي فصعدا بي إلى السماء الدنيا ، فإذا أنا بروضة خضراء لا شيء (١) أحسن منها ، وإذا شيخ حوله ولدان ، وإذا شجرة ورقها كأذان الفيلة ، فقلت للملكين : ما هذا : قالا لي؟ اصعد ، قال : فصعدت فإذا أنا بمنازل من لؤلؤ وياقوت أحمر وزمرّد أخضر ، فقلت للملكين : ما هذا؟ فقالا لي : اصعد فإذا فمضيت فإذا أنا بنهر عليه شجر من ذهب ، وشجر من فضة ، وعليه قدحان عدد النجوم ذهبا وفضة ـ وقال ابن السبط : من ذهب وفضة ـ على حافتيه منازل ، المنزل من لؤلؤة جوفاء وياقوتة حمراء ، وزبرجدة خضراء ، فقلت للملكين : ما هذا؟ فقالا : أما الروضة الخضراء التي رأيت فهي الجنة ، والغاية ، وأما الشيخ الذي رأيت ـ وقال ابن السبط : وابنه ـ فهو أبوك إبراهيم قوله ولدان المسلمين ، وأما الشجرة التي صعد بها فهي سدرة المنتهى ، وأما المنازل التي رأيت وسطها فهي منازل أهل علّيين من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين ، وأما هذا النهر الذي أنت عليه فهو الذي أعطاك ربك عزوجل الكوثر ، وأما هذه المنازل فمنازلك ومنازل أهل بيتك ، قال : فضربت بيدي إلى قدح من القدحان فشربت أحلى من العسل وأبرد من الثلج وألين من الزبد» [٤٥٤٩].
وقال ابن رضوان وابن البنا عن أبيه عن جده علي والصواب عن علي كما قال ابن السبط.
__________________
(١) عن هامش الأصل وبجانبها كلمة صح.