وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، قالوا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب قال : وأنشد له زفر [بن] الحارث الكلابي لما هرب :
لعمري لقد أبقت وقيعة راهط |
|
بمروان صدعا بيننا متشاينا |
وقد ينبت المرعى على دين الثرى |
|
وتبقي حزازات النفوس كما هيا |
فلم يلزمنّي نبوة قبل هذه |
|
فراري وتركي صاحبيّ ورائيا |
أيذهب يوم واحد إن أسأته |
|
بصالح أيامي وحسن بلائيا |
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو نصر (١) بن العطار ، قالا : أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، نا زكريا بن يحيى المنقري ، حدثنا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء ، قال : فرّ زفر بن الحارث الكلابي عن ابنه (٢) ومولى له فقتلا فأنشأ يقول (٣) :
ولم تر منّي نبوة غير هذه |
|
فرارا وتركي صاحبيّ ورائيا |
عشية أخزى (٤) بالفرار ولا أرى |
|
من الناس إلّا من عليّ ولا ليا |
أيذهب يوم واحد إن أسأته |
|
يصالح أيامي وحسن بلائيا |
فقد ينبت المرعى على دمن الثرى |
|
وتبقى حزازات النفوس كما هيا |
فلا صلح حتى يحيط (٥) الخيل بالقنا |
|
ويثأر من نسوان كلب نسائيا |
أريني سلاحي لا أبا لك إنني |
|
أرى الحرب لا تزداد إلّا تماديا |
وذكر أبو [بكر أحمد بن جابر](٦) البلاذري قال : وهرب زفر بن الحارث الكلابي يوم المرج إلى قرقيسياء وبها عياض فمنعه من دخولها ، فقال له زفر بن الحارث : أوثق لك بالطلاق والعتاق إذا أنا دخلت الحمّام بها أن أخرج منها. فأذن فدخلها فلم يدخل
__________________
(١) في بغية الطلب : وأبو منصور.
(٢) بالأصل : أبيه ، والصواب عن ابن العديم.
(٣) الأبيات في بغية الطلب ٨ / ٣٨٠١ ـ ٣٨٠٢.
(٤) بالأصل : أخرى ، والصواب عن ابن العديم ، وفي تاريخ خليفة ص ٢٦٠ أجري.
(٥) ابن العديم : تحط.
(٦) الزيادة عن بغية الطلب ٨ / ٣٨٠٢ وانظر الخبر في أنساب الأشراف ٥ / ١٤٠.