فى زمانه أفقه منه ولا أعلم ولا أسرع جوابا ولا أبين قولا لقد كان منقطع القرين ، ولما بلغ الأفضل ، فضل هذا السيد أمر بكشف المسجد وكان وسط الكيمان ولم يبق منه إلا المحراب فوجد هذا العضو الشريف يعنى الرأس فأخرج ومسح وعطر وحمل إلى داره حتى عمر هذا المشهد وكان ذلك فى يوم الأحد تاسع عشرى ربيع الأول سنة خمس وعشرين وخمسمائة (قال) القضاعى لما حملوه إلى الدار لأجل عمارة المشهد كانوا يسمعون القراءة حوله والأنوار ترتمى عليه فى الليل نازلة (وهذا) المشهد بناه أمير الجيوش بنية عظيمة وأعاد الرأس الشريف إلى مكانه (وفى هذه) التربة تفسيح لرد اللوقة بنظر فيه ثلاث سبوت قبل الطلوع (وبهذا المشهد) عمود رخام على يمين الداخل بين الأبواب به أسطر تكتب فى ورقة وتوضع على عرق النسا يزول باذن الله تعالى وهى مجربة (وهذه) صورة الاسطر (ا ح ه ت ا ه ع ه ه ا ه ه مرابية) وعتبة الباب من قعد عليها ثلاث أربعا آت باكر النهار وبه بواسير تنقطع باذن الله تعالى.
وعلى هذا المشهد باب من عجائب الدنيا وهو أخو الباب الذى كان على تربة القطبية المذكورة وهو عزيز الوجود وكانت التربة عليها الباب من مفردات الترب والآن هى خراب. ثم تأخذ إلى الجهة الشرقية من مصر فيها الموضع المعروف ببركة رمسيس.
صحة مشهد أبى ذر الغفارى :
هناك مشهد كتبت عليه العامة أبو ذر الغفارى وهذا ليس بصحيح والصحيح أنه بالربذة واسم أبى ذر جندب بن جنادة وقيل جندب بن السكن وكنيته أبو ذر الغفارى سيره عثمان إلى الربذة فمات بها فى سنة اثنتين وثلاثين وليس له عقب.