ان فطرة الإنسان وعقله يهديانه الى ان مالك الشيء هو الذي يحق له التصرف فيه ، ومالك الخليقة هو الذي يصح له التصرف فيها لأنه خالقها ، ولان الإنسان جزء من الخليقة فلا بد ان ينتظر إذن الله في اتباع القيادة التي يعينها سبحانه ، فليس من المقبول ـ وجدانا ـ ان يخلقني الله ثم اختار لنفسي دونه القيادة السليمة والولاية الضرورية.
قال الامام الصادق (ع) في تفسير هذه الآية :
«يختار الله عز وجل الامام ، وليس لهم ان يختاروا» (٣)
وفي أصول الكافي عن الامام الرضا (ع) في فضل الامام وصفاته قال :
لقد راموا صعبا ، وقالوا إفكا ، وضلوا ضلالا بعيدا ، ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة «زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ» رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله الى اختيارهم ، والقرآن يناديهم : «وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ» وقال عز وجل : «وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ» (٤)
(سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)
وفي الآية تأكيد على ان اختيار قيادة غير إلهية ، والتي تعرف بالتعيين المباشر ، أو من خلال المقاييس المبدئية يعتبر نوعا من الشرك.
__________________
(٣) نور الثقلين / ج (٤) ص (١٣٦).
(٤) أصول الكافي ج (١) باب فضل الامام وحجته.