وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ
هدى من الآيات :
الإله في اللغة هو ما يتأله اليه بالبكاء (١) ويرجع اليه عند الشدائد ، وبالتالي هو الذي ينبغي ان يتّخذ وليّا ، وفي هذا الدرس الذي يذكرنا بربنا عسى ان نسقط الشركاء من حسابنا ، ونخلص العبودية لربنا ، ونطيع من أمرنا بطاعته من رسله وأوليائه ، ونتمرد ضد الطغاة ، والظالمين الذين اتّخذوا من دون الله أندادا ، ويتساءل السياق عن الإله الحقيقي ، الذي يجب ان يتّخذه الإنسان وليّا ونصيرا ، وقائدا ومولى ، ثم يقول مباشرة : «أَفَلا تَسْمَعُونَ» «أَفَلا تُبْصِرُونَ».
وكثيرا ما تتكرر هذه الصيغ وشبيهاتها «أَفَلا تَعْقِلُونَ ، أَفَلا تَذَكَّرُونَ ... إلخ» في القرآن ، وفي ذلك تأكيد لفكرة مهمة هي : ان وجود الآيات وحدها في الكون لا
__________________
(١) قال ابن الاعرابي الألّ كل سبب بين اثنين وقال ابن الفارسي : الألّ : الربوبية ، وقال الفراء : الألّ رفع الصوت بالدعاء والبكاء ، ويبدو ان ما ذكرناه آنفا يجمع المعاني المختلفة للكلمة. راجع معجم مقايس اللغة ج (١) ص (٢٠ / ٢١).