[٦٧] نعم لو ضلّ الإنسان لفترة من الزمن عن اتباع القيادة الرسالية أو الانتماء الى صفوف التجمعات الرسالية ، لكنه تاب بعد ذلك ، فان الله يقبل توبته :
(فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً)
وشرط قبول التوبة هو الرجوع عن الخطأ بمحو آثاره الباطنية من النفس عن الايمان بالرسالة ، وآثاره الظاهرية من السلوك بالعمل الصالح ، إذ لا يكفي ان تفتح مع الله صفحة جديدة ، بل لا بد ان تملأها بعمل الصالحات.
فالضباط الذين انتموا الى جيش الطاغوت يمكنهم ان يتوبوا بالتمرد على النظام الفاسد ، والانتماء والعمل في صفوف الحركة الاسلامية ، كما فعل الحر بن يزيد الرياحي (رض) حينما ترك معسكر ابن زياد ، وحارب بين يدي الامام الحسين (ع) حتى الشهادة.
(فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ)
ويستخدم القرآن كلمة «فعسى» التي يستفاد منها الإمكان ظاهرا وليس التحقيق ، حتى يتضح لنا عظم الذنب فلا نصاب بالغرور ، أو الرجاء المفرط الذي لا تقل نتيجته سوءا عن القنوط التام من رحمة الله ، كما ان بقاء عقدة الذنب في نفس الإنسان من صالحه إذا كان يدفعه للعمل والسعي الأكثر في سبيل الله. طمعا في مرضاته عز وجل.
وربك يختار :
[٦٨] (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ)