ان القيادة المنتخبة من قبل الله ميزان في الدنيا بين الحق والباطل ، وميزان في الآخرة بين الجنة والنار ، ولذلك يسأل الناس عنها يوم القيامة.
نقرأ في النصوص ان أبا حنيفة ـ امام المذهب ـ يحاور الامام الصادق (ع) في الآية «ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ».
فيسأله الامام عنها :
«ما النعم عندك يا نعمان»؟ قال : القوت من الطعام والماء البارد ، فقال الامام (ع) : «لئن أوقفك الله بين يديه يوم القيامة ، حتّى يسألك عن كل أكلة أكلتها ، أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه» قال : فما النعيم جعلت فداك؟ قال :
«نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد ، وبنا ائتلفوا بعد ما كانوا مختلفين ، وبنا ألف الله قلوبهم فجعلهم إخوانا بعد ان كانوا أعداء ، وبنا هداهم الله للإسلام ، وهو النعمة التي لا تنقطع ، والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبي (ص) وعترته (ع)» (٢)
[٦٦] (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ)
فهناك خرست ألسنة الأنباء ، وعميت عيونها ، وتوقفت المصادر الخبرية فلم تحمل حقيقة ، لذلك عاشوا في منتهى الحيرة ، ولم يسأل بعضهم بعضا شيئا ، لأنهم جميعا في الجهل شرع سواء ، وذلك لبلاغة الحجة الإلهية التي لا تترك لهم مجالا للتبرير.
__________________
(٢) بح ج (٧) ص (٢٥٨).