هؤلاء قد ثبت عليهم القول في الدنيا قبل الآخرة. إذ اضلّهم الله بظلمهم ، وسلب منهم مصباح العقل ، ونور القلب ، وتركهم في ظلمات يعمهون.
ونجد هؤلاء ينطقون في الموقف. أو ليسوا في الدنيا وضعوا ناطقين باسم تابعيهم؟! دعهم اليوم يعترفون بأنفسهم على غوايتهم ، وهؤلاء يدخلون النار من دون حساب.
وتلخص الآية موقفهم في نقطتين :
الاولى : الاعتراف بالضلالة :
(رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا)
اي أضللناهم عن الطريق المستقيم.
(أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا)
فنحن بدورنا كنا ضالين ، وما فعلناه أننا عكسنا ضلالتنا عليهم ، وهكذا تنكشف الحقائق كلها يوم القيامة ، قال تعالى : (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) (١)
الثانية : البراءة من المشركين :
(تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ)
لعل معناه : انهم في قرارة أنفسهم كانوا يعلمون بأننا لسنا بآلهة ، وانما عبدونا
__________________
(١) ق / (٢٢).