ومن طريف ما يحكى عن مؤمن آل فرعون وكتمان ايمانه ورساليته ، وايمانه بموسى (ع) عن الامام الصادق (ع) انه قال :
ولقد كان لخربيل المؤمن مع قوم فرعون الّذين وشوا به الى فرعون مثل هذه التورية. كان خربيل يدعوهم إلى توحيد الله ونبوّة موسى ... ومن البراءة من ربوبيّة فرعون ، فوشى به الواشون إلى فرعون ، وقالوا : إنّ خربيل يدعو إلى مخالفتك ، ويعين أعداءك على مضادتّك ، فقال لهم فرعون : ابن عميّ وخليفتي على ملكي ووليّ عهدي؟ إن فعل ما قلتم فقد استحقّ العذاب على كفره لنعمتي ، وإن كنتم عليه كاذبين قد استحققتم أشدّ العقاب لإيثاركم الدخول في مساءته ، فجاء بخربيل وجاء بهم فكاشفوه وقالوا : أنت تكفر ربوبيّة فرعون الملك وتكفر نعماءه؟ فقال خربيل : أيّها الملك هل جرّبت عليّ كذبا قطّ؟ قال : لا ، قال : فسلهم من ربّهم؟ قالوا : فرعون قال لهم : ومن خالقكم؟ قالوا : فرعون هذا ، قال : ومن رازقكم ، الكافل لمعايشكم ، والدافع عنكم مكارهكم؟ قالوا : فرعون هذا ، قال خربيل : أيّها الملك فأشهدك ومن حضرك أنّ ربّهم هو ربّي ، وخالقهم هو خالقي ، ورازقهم هو رازقي ، ومصلح معايشهم هو مصلح معايشي ، لا ربّ لي ولا خالق ولا رازق غير ربّهم وخالقهم ورازقهم ، وأشهدك ومن حضرك أنّ كلّ ربّ وخالق ورازق سوى ربّهم وخالقهم ورازقهم فأنا بريء منه ومن ربوبيّته ، وكافر بإلهيّته.
يقول خربيل هذا وهو يعني أنّ ربّهم هو الله ربّي ، ولم يقل إنّ الّذي قالوا هم أنّه ربّهم هو ربّي ، وخفي هذا المعنى على فرعون ومن حضره وتوهّموا أنّه يقول : فرعون ربّي وخالقي ورازقي ، فقال لهم : يا رجال السوء ويا طلّاب الفساد في ملكي ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمّي وهو عضدي أنتم المستحقّون لعذابي لإرادتكم فساد أمري ، وإهلاك ابن عمّي ، والفتّ في عضدي ثمّ أمر بالأوتاد فجعل في ساق كلّ واحد منهم وتد ، وفي صدره وتد ، وأمر أصحاب