(فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) :
[٢٠] وكما ان عدم الانضباط من أسباب فشل الحركات وضعفها ، فان اختراقها لأجهزة النظام من أسباب قوتها ونجاحها ، ولربما كانت حركة موسى تفشل لو لم تكن تملك نقطة القوة هذه ، فربما كانت تنتهي لو قبض على قائدها أو قتل.
(وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى)
ورد في الروايات :
... وبلغ فرعون خبر قتل موسى الرجل ، فطلبه ليقتله ، فبعث المؤمن الى موسى : «إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ»(٧)
وهو الذي قال عنه تعالى في موضع من القرآن : «وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ» لقد كان هذا الرجل يتظاهر بالكفر ، ويخفي الايمان ، وذلك لينفع به حركته الرسالية ، وأن يعيش الرجل بشخصيتين متناقضتين أمر صعب ، ويحتاج إلى شخص بمستوى رفيع من التقوى والجهاد والارادة ، فلا يذوب أمام اغراءات الدنيا فينقلب على عقبيه ، ولا يعجز عن أداء هذا الدور ، وجاء في بعض الروايات عن أصحاب الكهف :
قال الامام الصادق (ع):
«إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الكفر ، وكانوا على إجهار الكفر أعظم أجرا منهم على إسرار الإيمان» (٨)
__________________
(٧) نور الثقلين / ج (٤) / ص (١٢٠).
(٨) وسائل الشيعة / ج (١١) / ص (٤٨٠).