حينما يصل المستضعفون إلى السلطة فسيذيقون المستكبرين العذاب الشديد ، وسيرون منهم كل ما كانوا يحذرونه.
إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
[٧] ولكن كيف يتم ذلك؟
يتم عند ما يوجد إمام وقائد رسالي ، يتحمل المسؤولية ، ويفجر الثورة في الجماهير ، لننظر كيف أنبت الله شجرة هذا القائد الكريم في ارض صالحة.
(وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)
لقد سبق الذكر بأن قضاء الله بغلبة المستضعفين ، واندحار المستكبرين يتحقق غيبيّا وبشريّا ، أما غيبيا : فان الله لم يرسل رجلا من وزراء فرعون ليقوم بانقلاب عسكري ، مع انه ممكن عند الله ، بل أرسل طفلا من بني إسرائيل ، في ظروف كان فرعون يذبح الأبناء فيها. وكيف أرسله؟
أوحى الله إلى أمّه أن تلقيه في اليّم ، ليتربى في قصر فرعون ، وانتهى هذا الأمر بانتصار بني إسرائيل على فرعون بسببه ، وأساسا كلمة (موسى) في اللغة العبرية تعني ابن الماء والشجر (فمو) : تعني الماء (وشي) : تعني الشجر.
ان هذا الولد الذي لا يملك شيئا هو الذي يحطم سلطة الطاغوت.
وأما بشريا : فالله لم يرسل الملائكة ، ولا الرياح لتقضي على فرعون ، بل أرسل بشرا قائدا هو موسى (ع).