بن يزيد قال : حدّثنا أبو عمرو الزّبيريّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ وذكر حديثا طويلا. وفيه يقول ـ عليه السّلام : ثمّ ذكر ما فضّل الله ـ عزّ وجلّ ـ به أولياءه بعضهم على بعض. فقال ـ عزّ وجلّ : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ. مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ. وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ) فوق بعض درجات. (إلى آخر الآية.)] (١)
(وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ) : المعجزات. أفرده لإفراط اليهود والنّصارى في تحقيره وتعظيمه. وجعل معجزاته مخصوصة بالذّكر. لأنّها آيات واضحة ، أو معجزات عظيمة. لم يستجمعها غيره.
(وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) :
في أصول الكافي (٢) : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه رفعه ، عن محمّد بن داود الغنويّ ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ في حديث طويل. يقول فيه ـ عليه السّلام : فأمّا ما ذكر من أمر السّابقين ، فإنّهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين. جعل الله فيهم خمسة أرواح : روح القدس وروح الإيمان وروح القوّة وروح الشّهوة وروح البدن. فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين. وبها علّموا الأشياء. وبروح الإيمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا. وبروح القوّة جاهدوا (٣) عدوّهم وعالجوا معاشهم. وبروح الشّهوة أصابوا لذيذ الطّعام ونكحوا الحلال (٤) من شباب النّساء.
وبروح البدن دبّوا ودرجوا. فهؤلاء مغفور مصفوح عن ذنوبهم.
ثمّ قال : قال الله ـ عزّ وجلّ : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ. وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ. وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ).
ثمّ قال في جماعتهم (٥) : (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ). يقول : أكرمهم ففضّلهم على من سواهم.
فهؤلاء مغفور لهم. مصفوح عن ذنوبهم.
(وَلَوْ شاءَ اللهُ) إلزام النّاس على طريقة واحدة ، مشيئة حتم ، (مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) : من بعد الرّسل ، (مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ) : المعجزات.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٢) الكافي ٢ / ٢٨١ ـ ٢٨٢ ، ح ١٦.
(٣) أ : جاهدوهم.
(٤) أ : النكاح.
(٥) المجادلة / ٢٢.