قال : فامتزج القوم فحضن بنات هؤلاء وهؤلاء في كلّ شهر حيضة.
قال : وكثر أولاد اللّاتي (١) يحضن في كلّ شهر حيضة ، لاستقامة الحيض. وقلّ أولاد اللّاتي (٢). لا يحضن في السّنة إلّا حيضة لفساد الدّم.
قال : وكثر نسل هؤلاء. وقلّ نسل أولئك.
روى (٣) أنّ أهل الجاهليّة كانوا لم يساكنوا الحيّض ولم يؤاكلوها كفعل اليهود والمجوس. واستمرّ ذلك إلى أن سأل أبو الدّحداء ، في نفر من الصّحابة عن ذلك ، فنزلت.
(قُلْ هُوَ أَذىً) ، أي : المحيض مستقذر مؤذ من يقربه.
(فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ) ، أي : فاجتنبوا مجامعتهن. وهو الاقتصاد بين إفراط اليهود وإخراجهنّ من البيوت ، وتفريط النّصارى ومجامعتهنّ في المحيض. وإنّما وصف بأنّه «أذى» ورتّب الحكم عليه بالفاء ، إشعارا بأنّه العلّة.
في الكافي (٤) : عليّ بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد ، عن الحسين بن بريد ، عن الحسن بن عليّ ، عن أبي حمزة ، عن أبي إبراهيم ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ الله لمّا أصاب آدم وزوجته الخطيئة ، أخرجهما من الجنّة وأهبطهما إلى الأرض. فأهبط آدم على الصّفا. وأهبطت حوّاء على المروة.
فقال آدم : ما فرّق بيني وبينها ، إلّا أنّها لا تحلّ لي. ولو كانت تحلّ لي هبطت معي على الصّفا. ولكنّها حرّمت عليّ من أجل ذلك وفرّق بيني وبينها.
فمكث آدم معتزلا حوّاء. فكان يأتيها نهارا. فيحدّث عندها على المروة. فإذا كان اللّيل وخاف أن تغلبه نفسه ، يرجع إلى الصّفا. فيبيت عليه. ولم يكن لآدم أنس غيرها ولذلك سمّين «النّساء» من أجل أنّ حوّاء كانت أنسا لآدم. لا يكلّمه الله. ولا يرسل إليه رسولا.
عدّة من أصحابنا (٥) ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد القلانسيّ ، عن عليّ بن حسّان ، عن عمّه عبد الرّحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ مثله.
وفي كتاب علل الشّرائع (٦) ، بإسناده إلى عذافر الصّيرفيّ قال أبو عبد الله
__________________
(١ و ٢) كذا في المصدر. وفي الأصل ور : الذين.
(٣) الكشاف ١ / ٢٦٥+ أنوار التنزيل ١ / ١١٧.
(٤) الكافي ٤ / ١٩٠ ، ح ١. وله تتمة.
(٥) نفس المصدر ٤ / ١٩١ ، ح ١. وله تتمة.
(٦) علل الشرائع ١ / ٨٢ ، ح ١.