(لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (١٨٦) : راجين إصابة الرّشد. وهو إصابة الحقّ.
وقرئ بفتح الشّين وكسرها.
وفي أصول الكافي (١) : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال : قال لي أبو الحسن الرّضا ـ عليه السّلام : أخبرني عنك ، لو أنّي قلت لك قولا ، أكنت تثق به؟
فقلت له : جعلت فداك! إذا لم أثق بقولك فبمن أثق؟ وأنت حجّة الله على خلقه.
قال فكن بالله أوثق. فإنّك على موعد من الله. أليس الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ). وقال (٢) : (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ) وقال (٣) : والله (يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً). فكن بالله ـ عزّ وجلّ ـ أوثق منك بغيره. ولا تجعلوا في أنفسكم إلّا خيرا. فإنّه مغفور لكم.
والحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
وفي روضة الكافي (٤) ، خطبة طويلة مسندة لأمير المؤمنين ـ عليه السّلام. يقول ـ عليه السّلام فيها : فاحترسوا من الله ـ عزّ وجلّ ـ بكثرة الذّكر. واخشوا منه بالتّقى وتقرّبوا إليه بالطّاعة فإنّه قريب مجيب. قال الله تعالى : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
وفي نهج البلاغة (٥) : قال ـ عليه السّلام : ثم جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه ، من مسألته فمتى شئت استفتحت بالدّعاء أبواب نعمه. واستمطرت شآبيب رحمته. فلا يقنطك إبطاء إجابته. فإنّ العطيّة على قدر النّيّة. وربّما أخّرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السّائل وأجزل لعطاء الآمل. وربّما سألته (٦) الشيء فلا تؤتاه وأوتيت خيرا منه عاجلا (٧) وآجلا. (٨) وصرف عنك لما هو خير لك. فلربّ أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته. فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله وينفى عنك وباله. فالحال لا يبقى لك ولا تبقى له.
__________________
(١) الكافي ٢ / ١.
(٢) الزمر / ٥٣.
(٣) البقرة / ٢٦٨.
(٤) الكافي ٨ / ٣٩٠ ، ح ٥٨٦.
(٥) نهج البلاغة / ٣٩٩ ، ضمن رسائله ٣١.
(٦) المصدر : سألت.
(٧ و ٨) المصدر : أو. (ظ)