كتابه ، وذكر ذلك حاجي خليفة (١) فقال : (الاتقان في علوم القرآن ـ مجلد أوله الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب الخ للشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفي ٩١١ ه وهو أشبه آثاره وأفيدها. ذكر فيه تصنيف شيخه الكافيجي واستصغره «ومواقع العلوم» للبلقيني واستقله. ثم إنه وجد «البرهان» للزركشي كتابا جامعا بعد تصنيفه «التحبير» فاستأنف وزاد عليه إلى ثمانين نوعا وجعله مقدمة لتفسيره الكبير الذي شرع فيه وسماه «مجمع البحرين». قال : وفي غالب الأنواع تصانيف مفردة).
ولقد أوضح السيوطي في مقدمة «الإتقان» هدفه من تأليفه فقال : (ثم خطر لي أن أؤلف كتابا مبسوطا ، ومجموعا ، ومضبوطا ، أسلك فيه طريق الاحصاء ، وأمشي فيه على منهاج الاستقصاء).
وذكر أنه اطلع على البرهان قبل الشروع في تأليف كتابه فقال : (هذا كله وأنا أظن أني متفرّد بذلك ، غير مسبوق بالخوض في هذه المسالك فبينا أنا أجيل في ذلك فكرا ، أقدّم رجلا وأؤخّر أخرى إذ بلغني أن الشيخ الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي أحد متأخّري أصحابنا الشافعيين ، ألّف كتابا في ذلك حافلا يسمّى «البرهان في علوم القرآن» فتطلبته حتى وقفت عليه) وذكر أنه فرح بهذا الكتاب لما سمع به وأنه حصل عليه وقرأه ، غير أنه لم يثن عزمه عن وضع كتابه بعد اطلاعه على «البرهان» ترى لما ذا؟ ألأنه وجده ناقصا غير واف في هذا الموضوع؟ أم أنه وجد نفسه يستطيع أن يضع كتابا على المنهجية الموسوعية التي كان يتّصف هو بها ، يستجمع فيه كل مسائل هذا الفن ، على نحو ما فعل في سائر تصانيفه؟ وقد أجاب بنفسه عن ذلك فقال : (ولما وقفت على هذا الكتاب ازددت به سرورا وحمدت الله كثيرا ، وقوي العزم على إبراز ما أضمرته ، وشددت الحزم في إنشاء التصنيف الذي قصدته ، فوضعت هذا الكتاب العلي الشأن الجلي البرهان الكثير الفوائد والإتقان).
وذكر منهجه الذي اتبعه في «الاتقان» وما خالف به منهج صاحب «البرهان» ،
__________________
(١) كشف الظنون ١ / ٨.