الآيات
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤))
التّفسير
ربّ هذا البيت يجب أن يعبد :
في سورة «الفيل» جاء ذكر إبادة أصحاب الفيل الذين جاؤوا لهدم الكعبة وهذه السّورة التي تعتبر امتدادا للسورة السابقة تقول : نحن جعلنا أصحاب الفيل كعصف مأكول : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) (١) ، أي لكي تأتلف قريش في هذه الأرض المقدسة وتتهيأ بذلك مقدمات ظهور نبيّ الإسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم.
«إيلاف» مصدر آلف ، و «آلفه» أي جعله يألف ، أي جعله يجتمع اجتماعا مقرونا بالانسجام والأنس والالتيام. وقال بعضهم : «الإيلاف» من المؤالفة ، وهي
__________________
(١) «اللام» في «لإيلاف» بمعنى العلة ، وجار ومجرور متعلق ب «جعل» في السّورة السابقة في آية (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) أو أحد الأفعال التي كانت في السّورة ، بينما يرى البعض أن الجار والمجرور يتعلقان بجملة «فليعبدوا» القادمة ، لكن هذا الاحتمال لا يتفق مع مضمون الآيات ، والمعنى الأوّل أحسن.