الصائبة ، والذين لا يعملون إلّا ما فيه الخير والصلاح.
و «المقربون» : هم الذين لهم مقام القربة عند الله عزوجل.
فبين الأبرار والمقربين عموم وخصوص مطلق ، حيث كلّ المقرّبين أبرار ، وليس كلّ الأبرار مقرّبين.
وروي عن الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام ، أنه قال : «كلما في كتاب الله عزوجل من قوله : «إنّ الأبرار» فو الله ما أراد به إلّا عليّ بن أبي طالب وفاطمة وأنا والحسين» (١)
وممّا لا يشوبه شك ، أنّ الخمسة الطيبة ، تلك الأنوار القدسيّة ، وهي أفضل مصاديق الأبرار والمقربين.
وكما ذكرنا في تفسيرنا لسورة الدهر التي تحدثت بشكل رئيسي عن أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، وقلنا بأنّ الآيات الثمانية عشر قد تناولت فضائلهم عليهمالسلام ، ولكن لا يمنع من انطباق على غير الخمسة الطيبة عليهمالسلام.
٢ ـ خمور الجنّة
تبيّن لنا مختلف الآيات في القرآن الكريم أنّ ثمة ألوان من الأشربة والخمور الطاهرة بأسماء وكيفيات مختلفة ، تباين خمور أهل الدنيا الملوثة من جميع جهاتها ، فهذه : تأخذ بلبّ الإنسان صوب التيه ، توصل شاربها لحال الجنون ، كريهة الطعم والرائحة ، وتزرع عند شاربها العداوة والبغضاء ، تؤدي إلى سفك الدماء وتبث الرذيلة والفساد ... أمّا تلك : تذكي عقل شاربها وتصفو به ، وتزيده نشاطا وحيوية ، ذات عطر لا يوصف وطهارة خالصة ، ويغوص شاربها في نشوة روحية نقية راقية.
__________________
(١) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٥٣٣ ، الحديث ٣٣.