الله.
من جهة اخرى ، كما ذكرنا في سبب نزول السّورة ، قريش كانت تترقب انتهاء الرسالة بوفاة النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنّهم كانوا يقولون : إنّ النّبي بلا عقب. والقرآن يقول للنّبي : «لست بلا عقب ، بل شانئك بلا عقب».
* * *
بحوث
١ ـ فاطمة عليهاالسلام والكوثر
قلنا إنّ «الكوثر» له معنى واسع يشمل كل خير وهبه الله لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومصاديقه كثيرة ، لكن كثيرا من علماء الشيعة ذهبوا إلى أنّ «فاطمة الزهراء عليهاالسلام» من أوضح مصاديق الكوثر ، لأنّ رواية سبب النزول تقول : إنّ المشركين وصموا النّبي بالأبتر ، أي بالشخص المعدوم العقب ، وجاءت الآية لتقول : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ).
ومن هنا نستنتج أن الخير الكثير أو الكوثر هو فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، لأن نسل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم انتشر في العالم بواسطة هذه البنت الكريمة ... وذرية الرسول من فاطمة لم يكونوا امتدادا جسميا للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فحسب ، بل كانوا امتدادا رساليا صانوا الإسلام وضحوا من أجل المحافظة عليه وكان منهم أئمّة الدين الإثني عشر ، أو الخلفاء الإثني عشر بعد النّبي كما أخبر عنهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الأحاديث المتواترة بين السنة والشيعة ، وكان منهم أيضا الآلاف المؤلفة من كبار العلماء والفقهاء والمحدثين والمفسّرين وقادة الامّة.
والفخر الرازي في استعراضه لتفاسير معنى الكوثر يقول : القول الثّالث «الكوثر» أولاده. قالوا لأنّ هذه السّورة إنّما نزلت ردّا على من عابه عليهالسلام بعدم الأولاد فالمعنى أنّه يعطيه نسلا يبقون على مرّ الزمان ، فانظر كم قتل من أهل البيت