٢ ـ الاهتمام بالأيتام
لا يخلو مجتمع من أيتام فقدوا الأب في صغرهم ، وهؤلاء الأطفال يجب أن يتمتعوا بحماية من مختلف الجهات.
فمن الناحية العاطفية ، يشعر هؤلاء بنقص ، إذا لم يسدّ فإنّهم سيشبّون أفرادا غير سالمين ، وكثيرا ما يكونون قساة مجرمين خطرين. ومن الناحية الإنسانية يجب أن يعيش هؤلاء في حماية ورعاية كسائر أبناء المجتمع ، أضف إلى ذلك يجب أن يشعر أفراد المجتمع بضمان مستقبل أبنائهم الذين قد يصابون باليتم في يوم من الأيّام.
الأيتام قد يكونون أصحاب تركة مالية يجب أن تصان بكلّ دقّة ، وقد يكونون معدمين ماليا فيجب الاهتمام بهم من هذه الناحية ، والآخرون يتحملون مسئولية التعامل مع هؤلاء بكل اهتمام ورفق كي يزيلوا عنهم غبار عناء الوحدة.
لذلك ركزت آيات القرآن الكريم ونصوص الشريعة الأخرى على هذه المسألة ذات البعد الأخلاقي والبعد الاجتماعي والإنساني.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّ اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن ، فيقول الله لملائكته يا ملائكتي من أبكى هذا اليتيم الذي غيب أبوه في التراب؟ فتقول الملائكة : أنت أعلم ، فيقول الله تعالى : «يا ملائكتي ، فإنّي أشهدكم أن لمن أسكته وأرضاه أن أرضيه يوم القيامة» (١).
وأكثر من ذلك روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إذا بكى اليتيم وقعت دموعه في كف الرحمن» (٢).
وروي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنّة إذا اتقى الله عزوجل ،
__________________
(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٥٠٦.
(٢) تفسير الفخر الرازي ، ج ٣١ ، ص ٢١٩.