إليها. كلّ ما نعلمه هو أنّ هذه الحجارة كانت لها خاصية غريبة في تهشيم الأجسام. ولم يخبرنا القرآن بأكثر من ذلك ، وليس الأمر بمتعذر أمام قدرة الله سبحانه.
٢ ـ أشد الجزاء بأبسط وسيلة
يلاحظ أنّ هذه القصّة تتضمّن بيان قدرة الله أمام المستكبرين والطغاة على أفضل وجه ... ولعل العقاب الذي حلّ بأبرهة وجيشه لا يبلغه عقاب ، إذ على أثره تهشّم جيش وتحول إلى (عصف مأكول).
ثمّ إنّ إبادة هذا الجيش الجرار بكلّ ما كان يمتلكه من قدرة وشوكة كانت بواسطة أحجار صغيرة ، وبواسطة طيور صغيرة كالخطاطيف. وفي هذا تحذير وإنذار لكلّ الطغاة والمستكبرين في العالم ، ليعلموا مدى ضعفهم أمام قدرة الله سبحانه.
وقد يوكل الله سبحانه أداء هذه المهام الكبرى لموجودات أصغر ، مثل المكروبات التي لا ترى بالعين المجردة ، لتتكاثر وتتناسل في مدّة وجيزة وتصيب أمما قوية بالأوبئة المختلفة كالطاعون ، وتبيدهم خلال مدّة قصيرة.
«سد مأرب» العظيم في اليمن ـ كما جاء ذكره في تفسير سورة سبأ ـ كان وسيلة لعمران كبير ومدنية عظيمة وقوية لقوم سبأ ، وحين طغى هؤلاء القوم ، جاء أمر إبادتهم عن طريق فأر صحراوي أو عدد من الفئران ـ كما تذكر بعض الرّوايات ـ فثقبت السد ، واتسع الثقب تدريجيا بالماء ، وتحطم السد العظيم ، واكتسح الماء كلّ ما بناه القوم وأغرق الأفراد أو شردهم إلى كلّ حدب وصوب متفرقين حيارى ، وهذه من مظاهر قدرة الله سبحانه.
٣ ـ أهداف قصّة الفيل
من السّورة التالية (سورة لإيلاف) نفهم أنّ أحد أهداف سورة الفيل التذكير