وقال ابن القوّاس في (شرح الدرّة) : (كان) من حيث إنها فعل لها مصدر في الأصل إلا أنه لا يستعمل مع خبرها ، لأن الخبر عوض منه ، ولا يجمع بين العوض والمعوض منه.
الثالث والعشرون : قال السّخاوي في (تنوير الدّياجي في تفسير الأحاجي) : (ما) في قولك : أمّا أنت أنت منطلقا انطلقت ، عوض من كان ، إذ الأصل : لأن كنت منطلقا ، ولهذا لا يجوز إظهار الفعل معها عند سيبويه (١) ، وإن جعلت ما توكيدا لم يمتنع إظهار الفعل وهو قول المبرد.
الرابع والعشرون : (أمّا) (٢) في قولهم : أمّا زيد فمنطلق ، جعلت عوضا عن مهما يكن من شيء ، ولهذا لا يذكر الفعل بعدها ، ذكره السخاوي.
الخامس والعشرون : (ما) في قولهم : افعل هذا إمّا لا ، عوض من جملة ، إذ الأصل : إن كنت لا تفعل غيره ، حذفت الجملة وصارت (ما) عوضا منها ، فلا يجمع بينهما ، ذكره السخاوي.
السادس والعشرون : قد وسوف والسين وحرف النفي جعلت عوضا مما سقط من أن المفتوحة المخففة إذا دخلت على الفعل ، فإذا عاد الساقط زال العوض ، ذكره الزمخشري في (الأحاجي) (٣).
السابع والعشرون : قولهم : زرني أزرك ، حقيقته ، زرني فإنّك إن تزرني أزرك ، فحذفت جملة الشرط وجعل الأمر عوضا منها ، ذكره ابن جنّي في (كتاب التعاقب).
قال : ومثل ذلك أيضا الفعل المجزوم في جواب النهي والاستفهام والتمني والدعاء والعوض وجميع ذلك الجمل الظاهرة ، فيه أعواض من الجمل المحذوفة المقدّرة ، وتقدير الشرط نحو : لا تشتمه يكن خيرا لك ، أين بيتك أزره ، أي : إن أعرفه أزره ، ليت لي مالا أتصدّق به ، اللهم ارزقني بعيرا أحجّ عليه ، ألا تنزل عندنا تصب خيرا ، فكلّ ذلك محذوفة منه جملة الشرط معوّضا منها الجمل المذكورة.
الثامن والعشرون : قولهم : أنت ظالم إن فعلت ، تقديره : إن فعلت ظلمت ، حذف جواب الشرط ، وجعلت الجملة المتقدّمة فيه عوضا من المحذوف ، ولا يجوز جعل الجملة المذكورة هي الجواب لأن جواب الشرط لا يتقدم ، ذكره ابن جنّي.
__________________
(١) انظر الكتاب (١ / ٣٥٢).
(٢) انظر الكتاب (٤ / ٣٥٦).
(٣) انظر الأحاجي النحوية (٨٠).