شئت قلت : أيّهم قائم ، فلما غيّروها بالخروج عن نظائرها غيّروها أيضا بالبناء ، لأن التغيير يأنس بالتغيير.
التقاصّ
منه حمل الجرّ على النصب في باب ما لا ينصرف ، كما حمل النصب على الجرّ في باب جمع المؤنث السالم وفي التثنية والجمع المذكر السالم طلبا للمقاصّة ، ذكره في (البسيط).
وقال ابن يعيش في (شرح المفصّل) (١) : أبدلت الهمزة من الهاء في ماء وشاء والأصل : موه وشوه ، وفي أيهات والأصل : هيهات ، وكان ذلك لضرب من التقاصّ لكثرة إبدال الهاء من الهمزة ، قالوا : هن فعلت ، والمراد (إن) ، وهبرت الثوب في أبرته.
وقال ابن فلاح في (المغني) : قلبت الهمزة في نحو : صحراء وعشراء ونفساء واوا في الجمع بالألف والتاء ، فيقال : صحراوات وعشراوات ونفساوات ، لأن الواو قد تبدل همزة فأبدلت الهمزة واوا طلبا للتقاصّ.
تقارض اللفظين
هو قريب من الباب الذي قبله ، وقد ذكر ابن هشام هذه القاعدة في (المغني) فقال (٢) : القاعدة الحادية عشرة من ملح كلامهم تقارض اللفظين ولذلك أمثلة :
أحدها : إعطاء (غير) حكم (إلا) في الاستثناء بها ، وإعطاء (إلّا) حكم (غير) في الوصف بها.
الثاني : إعطاء (أن) المصدرية حكم (ما) المصدرية في الإهمال كقوله : [البسيط]
٨٣ ـ أن تقرآن على أسماء ويحكما |
|
منّي السّلام وأن لا يشعرا أحدا |
__________________
(١) انظر شرح المفصّل (١٠ / ١٥).
(٢) انظر مغني اللبيب (٢ / ٧٧٨).
٨٣ ـ الشاهد بلا نسبة في الإنصاف (٢ / ٥٦٣) ، وأوضح المسالك (٤ / ١٥٦) ، والجنى الداني (ص ٢٢٠) ، وجواهر الأدب (١٩٢) ، وخزانة الأدب (٨ / ٤٢٠) ، والخصائص (١ / ٣٩٠) ، ورصف المباني (ص ١١٣) ، وسرّ صناعة الإعراب (٢ / ٥٤٩) ، وشرح الأشموني (٣ / ٥٥٣) ، وشرح التصريح (٢ / ٢٣٢) ، وشرح شواهد المغني (١ / ١٠٠) ، وشرح المفصّل (٧ / ١٥) ، ولسان العرب (أنن) ، ومجالس ثعلب (ص ٢٩٠) ، ومغني اللبيب (١ / ٣٠) ، والمنصف (١ / ٢٧٨) ، والمقاصد النحوية (٤ / ٣٨٠).