(فعال) في معنى (فعيل) نحو : طوال فهو أبلغ من معنى طويل ، وعراض أبلغ معنى من عريض ، وكذا خفاف من خفيف ، وقلال من قليل ، وسراع من سريع ، ففعال وإن كانت أخت فعيل في باب الصفة فإن فعيلا أخصّ بالباب من فعال لأنه أشدّ انقيادا منه ، تقول : جميل ولا تقول جمال ، وبطيء ، ولا تقول بطاء ، وشديد ، ولا تقول شداد ، وكم غريض ، ولا تقول غراض ، فلما كانت (فعيل) هي الباب المطرد وأريدت المبالغة عدلت إلى (فعال) فضارعت (فعال) بذلك (فعّالا) ، والمعنى الجامع بينهما خروج كل واحد منهما عن أصله ، أما (فعّال) فبالزيادة وأما (فعال) الخفيف فبالانحراف عن (فعيل).
وبعد : فإذا كانت الألفاظ أدلة على المعاني ثم زيد فيها شيء أوجبت القسمة به زيادة المعنى له ، وكذلك إن انحرف به عن سمته وهديه كان ذلك دليلا على حادث متجدّد له.
قال ابن يعيش في (شرح المفصّل) (١) : (ذا) إشارة للقريب فإذا أرادوا الإشارة إلى متنحّ متباعد زادوا كاف الخطاب فقالوا : ذاك ، فإن زاد بعد المشار إليه أتوا باللام مع الكاف فقالوا ذلك ، واستفيد باجتماعهما زيادة في التباعد ، لأن قوة اللفظ مشعرة بقوة المعنى.
تنبيه : ما خرج عن قاعدة تكثير المبنى يدلّ على تكثير المعنى
خرج عن هذه القاعدة باب التصغير فإنه زادت فيه الحروف وقلّ المعنى ولهذا قال العلم السخاوي : [الوافر]
وأسماء إذا ما صغّروها |
|
تزيد حروفها شططا وتعلو |
وعادتهم إذا زادوا حروفا |
|
يزيد لأجلها المعنى ويعلو |
يشير إلى (مغيربان) تصغير مغرب ، و (إنيسيان) تصغير إنسان ، وعشيان تصغير عشاء ، وعشيشية تصغير عشية.
تلاقي اللغة
عقد له ابن جنّي بابا في (الخصائص) (٢) قال : هذا موضع لم أسمع لأحد فيه شيئا إلا لأبي علي ، وذلك أنه كان يقول في باب أجمع وجمعاء وما يتبع ذلك من
__________________
(١) انظر شرح المفصّل (٣ / ١٣٥).
(٢) انظر الخصائص (١ / ٣٢١).