فإثبات الياء مع التضعيف طريف ، وذلك أن التثقيل من أمارة الوقف ، والياء من أمارة الإطلاق فهو منزلة بين المنزلتين.
الباب السادس : باب حروف الجر
قال ابن هشام في (المغني) (١) : التحقيق في اللام المقوية نحو : (مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) [البقرة : ٩١] ، (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) [هود : ١٠٧] ، (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) [يوسف : ٤٣] ، أنها ليست زائدة محضة لما تخيل في العامل من الضعف الذي نزله منزلة القاصر ، ولا معدية محضة لاطراد صحة إسقاطها فلها منزلة بين المنزلتين.
فصل : مراتب المنادى والإشارة
قال ابن إياز : جعل ابن معط للمنادى مرتبتين : البعد والقرب ، فيا وأيا وهيا للأول ، وأي والهمزة للثاني ، وابن برهان جعل له ثلاث مراتب : بعدى وقربى ووسطى بينهما ، فللأولى : أيا وهيا وللثانية الهمزة وللثالثة : أي. وجعل يا مستعملة في الجميع ، انتهى.
ونظير ذلك الإشارة ، جعل له ابن عصفور ثلاث مراتب دنيا ووسطى وقصوى ، فللأولى ذو وتي ، وللثانية : ذاك وتيك بالكاف دون اللام ، وللثالثة : ذلك وتلك ، بالكاف واللام وجعل له مرتبتين فقط.
ورود الشيء مع نظيره مورده مع نقيضه
قال ابن جنّي (٢) : وذلك أضرب ، منها : اجتماع المذكر والمؤنث في الصفة المؤنثة ، نحو : رجل علّامة ، وامرأة علّامة ، ورجل نسّابة ، وامرأة نسّابة ، ورجل همزة لمزة ، وامرأة همزة لمزة ، ورجل صرورة ، وفروقة ، وامرأة صرورة ، وفروقة ، ورجل هلباجة فقاقة ، وامرأة كذلك وهو كثير ، وذلك أن الهاء في نحو ذلك لم تلحق لتأنيث الموصوف بما هي فيه وإنما لحقت لإعلام السامع أنّ هذا الموصوف بما هي فيه قد بلغ الغاية والنهاية ، فجعل تأنيث الصفة أمارة لما أريد من تأنيث الغاية والمبالغة ،
__________________
ـ (٤ / ٢٨٣) ، ورصف المباني (ص ١٦٢) ، والخصائص (٢ / ٣٥٩) ، وسرّ صناعة الإعراب (ص ١٦١) ، وشرح المفصّل (٩ / ٦٨).
(١) انظر مغني اللبيب (٢ / ٤٩٢).
(٢) انظر الخصائص (٢ / ٢٠١).