وقتل كثير من أصحابه. (١)
قال مصطفى غالب : ويعتبر الإمام محمد بن إسماعيل أوّل الأئمة المستورين ، والناطق السابع ومتم الدور ، لأنّ إمامته كانت بداية دور جديد في تاريخ الدعوة الإسماعيلية ، فقام بنسخ الشريعة التي سبقته ، وبذلك جمع بين النطق والإمامة ، ورفع التكاليف الظاهرة للشريعة ، ونادى بالتأويل ، واهتم بالباطن ، ولذلك قال فيه الداعي إدريس : « وإنّما خص محمد بن إسماعيل بذلك لانتظامه في سلك مقامات دور الستر ، لأنّك إذا عددت آدم ووصيه وأئمّة دوره ، كان خاتمهم الناطق ، وهو نوح عليهالسلام وإذا عددت عيسى ووصيه قائمة دوره ، كان محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم متسلماً لمراتبهم ، وهو الناطق خاتم للنطقاء ، وكان وصيّه عليهالسلام بالفضل منفرداً به ، وإذا عددت الأئمّة في دوره كان محمد بن إسماعيل سابعهم ، وللسابع قوّة على من تقدّمه ، فلذلك صار ناطقاً وخاتماً للأُسبوع ، وقائماً وهو ناسخ شريعة صاحب الدور السادس ، ببيان معانيها وإظهار باطنها المبطن فيها. (٢)
ولولا انّه فسّر نسخ الشريعة ببيان معانيها وإظهار باطنها المبطن فيها ، كان المتبادر منه أنّه كان صاحب شريعة ودين حديث وهو كما ترى.
ثمّ إنّ ظاهر كلامه انّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان خاتماً للدور الثاني ، وانّ الدور الثالث يبتدأ بوصي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم علي أمير المؤمنين عليهالسلام وبما انّهم لا يعدّون الحسن بن علي في أئمتهم ، يكون محمد بن إسماعيل هو سابع الأئمّة وأفضلهم.
إنّ ما ذكره اعتبارات وتخيّلات لم يقم عليها دليل ، فما هو الدليل القاطع العقلي أو النقلي على هذا الدور ، وإنّ كلّ سابع ، خاتم له.
______________________
١. الجزري : الكامل : ٨ / ١٥٧.
٢. مصطفى غالب : تاريخ الدعوة الإسماعيلية : ١٤٨.