ظهر المذهب الإسماعيلي على الساحة الإسلاميّة بطابَع دينيّ بحت ، مدّعياً استمرار الإمامة ، المتجسّدة في إسماعيل بن جعفر ، ومحمد بن إسماعيل ، ولمّا اشتدَّ سلطانهم بقيام دولة لهم في شمال إفريقية ، في بلاد المغرب ، ومصر ، ظهرت بينهم شخصيات بارزة في حقول السياسة والفلسفة والفقه والحديث والأدب وغيرها ، وبما أنّ دراسة سيرتهم وما قدموه من تراث للمجتمع الإسلامي خارج عن موضوع كتابنا ، لأنّه رهن دراسة تاريخ الدولة الفاطميّة ؛ فلنقتصر على ترجمة لفيف من أعلامهم ومفكّريهم ، مِمّن كان لهم دور في نضج المذهب وتكامله وانتشاره.
١
أحمد بن حمدان بن أحمد الورثنياني ( أبوحاتم الرازي )
( ٢٦٠ ـ ٣٢٢ هـ )
أحمد بن حمدان بن أحمد الورثنياني الليثي ( أبوحاتم الرازي ) من زعماء الإسماعيليّة وكُتّابهم ، أوّل من ترجمه هو الصدوق في « تاريخ الري » حسب ما نقله ابن حجر في « لسان الميزان » ، قال :
ذكره أبو الحسن ابن
بابويه في « تاريخ الري » ، وقال : كان من أهل الفضل والأدب ، والمعرفة باللغة ، وسمع الحديث كثيراً ، وله تصانيف ؛ ثمّ أظهر القول بالإلحاد وصار من دعاة الإسماعيليّة ، وأضلّ جماعة من الأكابر ومات في سنة