الإمام التاسع
المعزّ لدين الله
مؤسس الدولة الفاطمية في مصر
( ٣١٩ ـ ٣٦٥ هـ )
وهو أوّل خليفة فاطمي ملك مصر وخرج إليها ، وكان مغرىً بالنجوم ويعمل بأقوال المنجمين ، وكان المعز عالماً ، فاضلاً ، جواداً ، شجاعاً ، جارياً على منهاج أبيه في حسن السيرة ، وإنصاف الرعية ، وستر ما يدعون إليه إلّا عن الخاصة ، ثمّ أظهره وأمر الدعاة بإظهاره إلّا أنّه لم يخرج فيه إلى حد يذم به. (١)
يقول المقريزي : المعز لدين الله أبو تميم ، « معد » ولد للنصف من رمضان سنة ٣١٩ هـ فانقاد إليه البربر وأحسن إليهم ، فعظم أمره واختص من مواليه ، « بجوهر » وكنّاه بأبي الحسين ، وأعلى قدره ، وسيّره في رتبة الوزارة ، وعقدَ له علىٰ جيش كثيف ، فدوّخ المغرب ، وافتتح مدناً ، وقهر عدّة أكابر وأسّرهم ، حتى أتىٰ البحر المحيط الذي لا عمارة بعده ، ثمّ قدم غانماً مظفراً ، فعظم قدرُه عند المعزّ ، ولما وصل الخبر إلى المعز بموت كافور الإخشيدي صاحب مصر أخذ في تجهيز جوهر بالعساكر إلى أخذ ديار مصر حتى تهيأ أمره ، وبرز للمسير ، فلمّا ثبتت قدم جوهر بمصر ، عزم المعز على المسير إلى مصر أجال فكره فيمن يخلفه في بلاد المغرب ، فوقع اختياره على « يوسف بن زيري الصنهاجي » ، وقال له : تأهب لخلافة المغرب ،
______________________
١. الجزري : الكامل في التاريخ : ٨ / ٦٦٤.