كانت الإسماعيلية فرقة واحدة ، غير انّه طرأ عليهم الانشقاق ، فقال قوم منهم : بإلوهية الحاكم وغيبته ، وهم المعروفون اليوم بـ « الدروز » ، يقطنون لبنان.
فالدروز إسماعيلية محرّفة ، وسيوافيك البحث عن هذه الفرقة وعقائدها في باب خاصّ ، وهي أكثر غموضاً من سابقتها ، فهم يمسكون بكتبهم ووثائقهم عن الآخرين.
يقول المؤرخ المعاصر : وفي سنة ٤٠٨ استدعى الحاكم كبير دعاته ، وأحد المقربين إليه الموثوق بهم سيدنا « الحمزة بن علي » الفارسي الملقب بـ « الدرزي » وأمره أن يذهب إلى بلاد الشام ليتسلم رئاسة الدعوة الإسماعيلية فيها ، ويجعل مقره « وادي التيم » ، لأنّ الأخبار التي وردت إلى بيت الدعوة تفيد بأنّ إسماعيلية وادي التيم تسيطر عليهم التفرقة والاختلافات الداخلية ، حول تولّي رئاسة الدعوة هناك ولقبه الإمام بـ « السند الهادي ».
تمكّن الدرزي في وقت قليل من السيطرة على الموقف في وادي التيم وإعادة الهدوء والسكينة في البلاد ، وعمل جاهداً لتوسيع وانتشار الدعوة الإسماعيلية في تلك البلاد.
لبث الدرزي رئيساً للدعوة الإسماعيلية وكبيراً لدعاتها في بلاد الشام حتى أُعلنت وفاة الإمام الحاكم وولاية ابنه الطاهر.
لم يعترف الدرزي
بوفاة الإمام الحاكم ، مدّعياً بأنّ وفاته لم تكن سوىٰ نوع من الغيبة لتخليص أنفس مريدي الإمام من الأدران ، وبقي متمسكاً بإمامة الحاكم ومنتظراً عودته من تلك الغيبة ، وبذلك أعلن انفصاله عن الإسماعيلية التي لا تعتقد بالغيبة ، وتقول بفناء الجسم وبقاء سر الإمامة بالروح ، فينتقل بموجب النص إلى إمام آخر وهو المنصوص عليه من قبل الإمام المتوفىٰ ، وسميت الفرقة