تحصيل الظن مع اليأس عن تحصيل العلم فيما (١) يجب تحصيله عقلا لو أمكن (٢) لو لم نقل (٣) باستقلاله بعدم وجوبه ، بل (٤) بعدم جوازه ،
______________________________________________________
الدين عند تعذر العلم ، وحاصله : دعوى استقلال العقل بلزوم تحصيل الظن عند انسداد باب العلم في أصول العقائد ، لأن الظن من مراتب العلم ، فيكون كالعلم شكرا للمنعم. وملخص ما أجاب به المصنف عنه هو : منع الاستقلال المزبور ، لعدم الحاجة إلى الظن بعد عدم توقف امتثال التكليف ـ أعني وجوب الاعتقاد ـ على الظن. قال شيخنا الأعظم ـ بعد إثبات وجود القاصر خارجا ـ ما لفظه : «والمقصود فيما نحن فيه الاعتقاد ، فإذا عجز عنه فلا دليل على وجوب تحصيل الظن الّذي لا يغني من الحق شيئا ، فيندرج في عموم قولهم عليهمالسلام : إذا جاء كم ما لا تعلمون فها».
(١) متعلق بـ «تحصيل الظن» والمراد بالموصول في «فيما» الموارد التي يجب تحصيل العلم فيها ، وضمير «تحصيله» راجع إلى العلم ، يعني : لا يستقل العقل بوجوب تحصيل الظن بهذه الموارد عند اليأس عن تحصيل العلم بها وهي المعرفة بالصانع عزوجل وبالنبي والأئمة عليهمالسلام.
(٢) قيد لـ «يجب» والضمير المستتر فيه راجع إلى تحصيل العلم.
(٣) قيد لـ «لا استقلال» وهو اضراب عن عدم استقلال العقل بالوجوب إلى استقلاله بعدم الوجوب ، وحاصله : أن العقل لا يحكم بلزوم تحصيل الظن عند تعذر العلم ، بل يحكم بعدم لزومه ، لما عرفت من عدم الحاجة إلى الظن في عقد القلب الّذي هو المطلوب في الأصول الاعتقادية.
(٤) متعلق بـ «لو لم نقل» واضراب عن استقلال العقل بعدم الوجوب إلى استقلاله بعدم جواز تحصيل الظن ، لأن عقد القلب على المظنون تشريع محرّم.