إذ الظاهر أن المراد بالرأي هو الاعتبار الظني الّذي لا اعتبار به ، وانما كان منه (١) حمل اللفظ على خلاف ظاهره ، لرجحانه (٢) بنظره ، أو حمل (٣) المجمل على محتمله بمجرد مساعدة [مساعدته] ذاك الاعتبار عليه (٤) من دون (٥) السؤال عن الأوصياء ، وفي بعض الاخبار (٦) «انما هلك الناس في المتشابه ، لأنهم لم يقفوا على معناه ولم يعرفوا حقيقته ، فوضعوا له تأويلا من عند أنفسهم بآرائهم واستغنوا بذلك عن مسألة الأوصياء ، فيعرفونهم» (١)
______________________________________________________
(١) خبر مقدم لـ «كان» و «حمل اللفظ» اسمه ، وضمير «منه» راجع إلى التفسير بالرأي ، و «على خلاف» متعلق بـ «حمل» أي : وانما كان حمل اللفظ على خلاف ظاهره من صغريات التفسير بالرأي لرجحانه ... إلخ.
(٢) تعليل لقوله : «كان» أي : لرجحان خلاف الظاهر ـ بنظر من يفسر القرآن برأيه ـ على الظاهر بنظر غيره.
(٣) معطوف على «حمل اللفظ» وضمير «محتمله» راجع إلى المجمل.
(٤) أي : بمجرد مساعدة ذلك الأمر الاستحساني الظني ـ الّذي لا عبرة به ـ على حمل المجمل على محتمله.
(٥) متعلق بقوله : «وانما كان منه حمل».
(٦) الظاهر أن غرضه من نقله هو الاستشهاد على عدم كون حمل اللفظ على ظاهره من التفسير بالرأي ، إذ ما ورد في المتشابه من التعليل «بأنهم لم يقفوا على معناه» لا يتأتى في حمل الكلام على ظاهره ، لأن المعنى الظاهر مما يقف عليه أبناء المحاورة ، فتأمل جيداً.
__________________
(١) الوسائل ، ج ١٨ ، الباب ١٣ من أبواب صفات القاضي الحديث ٦٢ ، وقد نقل الحديث بطوله عن كتاب المحكم والمتشابه.