كما هم لا يزالون يعملون بها (١) في غير الأمور الدينية من الأمور العادية ، فيرجع إلى ثالث الوجوه ، وهو دعوى استقرار سيرة العقلاء (٢) من ذوي الأديان وغيرهم على العمل بخبر الثقة واستمرت إلى زماننا ، ولم يردع عنه نبي ولا وصي نبي ، ضرورة (٣) أنه لو كان (٤) لاشتهر وبان ، ومن الواضح أنه يكشف عن رضاء الشارع به (٥)
______________________________________________________
(١) أي : بأخبار الآحاد.
(٢) وحاصله : دعوى استقرار سيرة العقلاء بما هم عقلاء على العمل بخبر الثقة واستمرارها إلى زماننا ، وعدم ردع نبي ولا وصي نبي عنه ، إذ لو كان هناك ردع عنه لبان ، فعدم الردع عنه يكشف قطعاً عن رضا المعصوم عليهالسلام بالعمل بخبر الثقة في الشرعيات أيضا كعملهم به في أمورهم العادية. والفرق بين هذا الوجه وسابقه : أن الوجه السابق كان دعوى سيرة خصوص المسلمين على العمل بالخبر الواحد في الشرعيات ، وهذا الوجه دعوى سيرة العقلاء وبنائهم على العمل بخبر الثقة في جميع أمورهم ، لا خصوص المسلمين ، هذا. وقد جعله شيخنا الأعظم رابع تقارير الإجماع ، فقال : «الرابع استقرار طريقة العقلاء طرّاً على الرجوع إلى خبر الثقة في أمورهم العادية ، ومنها الأوامر الجارية من الموالي إلى العبيد ، فنقول : ان الشارع ان اكتفي بذلك منهم في الأحكام الشرعية فهو ، وإلّا وجب عليه ردعهم وتنبيههم على بطلان سلوك هذا الطريق في الأحكام الشرعية كما ردع في مواضع خاصة ... إلخ».
(٣) تعليل لقوله : «ولم يردع» وضمير «عنه» راجع إلى العمل بخبر الثقة ، وضمير «انه» إلى الردع المستفاد من العبارة ، فمرجع الضمير معنوي.
(٤) أي : لو ثبت الردع لاشتهر وبان ، فـ «كان» هنا تامة.
(٥) أي : بالعمل بخبر الثقة ، وضمير «أنه» راجع إلى عدم الردع.