أو الإلهام لارتقاء نفسه الزكية ، واتصالها بعالم لوح المحو والإثبات اطلع على ثبوته ، ولم يطلع على كونه معلقاً على أمر غير واقع ، أو عدم الموانع ، قال الله تبارك وتعالى : «يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ» الآية.
نعم (١) من شملته العناية الإلهية ، واتصلت نفسه الزكية بعالم اللوح المحفوظ الّذي هو من أعظم العوالم الربوبية وهو أم الكتاب يكشف (*) [ينكشف] عنده الواقعيات على ما هي عليها ، كما ربما (**)
______________________________________________________
كعدم الصدقة مما لا ضير فيه ، لعدم لزوم محذور منه ، إذ ليس فيه إرادة جدية حتى يلزم تغير الإرادة ، أو غيره من المحاذير.
(١) استدراك على ما ذكره من عدم اطلاع النبي أو الولي على كون ثبوت ما أخبر به معلقاً على أمر غير واقع ، وحاصله : أن بعض خالصي عباده بسبب اتصاله باللوح المحفوظ المعبر عنه بأم الكتاب ينكشف عنده الواقعيات بجملتها
__________________
(*) جزاء «من» وحينئذ لا بد من اقتران «كان» بالواو ليكون معطوفاً على «يكشف». وفي بعض النسخ «ينكشف» بدل «يكشف» ، و «وكان» مع الواو. والظاهر أنه هو الصواب ، كما أنه ان كانت العبارة هكذا : «وهو أم الكتاب الّذي ينكشف عنده الواقعيات ... كان عارفاً» كانت صواباً أيضا ، فتدبر.
(**) كلمة «ربما» تشعر بحصول تلك الحالة وهي الاتصال باللوح المحفوظ في بعض الأوقات. وفيه بحث ، لما قيل : «من أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم في قوس الصعود متصل بعالم العقل الكلي ، ومقامه مقام العقل الأول ، وهو فوق عالم النّفس الكلية ، وعالم اللوح المحفوظ». وتمام الكلام في محله.