يوجب أيضا (١) اختلاف المضاف بها (٢) بحسب (٣) المصلحة والمفسدة ، والحسن والقبح عقلا ، وبحسب الوجوب والحرمة شرعاً ، فيكون مثل (٤) «أكرم العلماء ولا تكرم الفساق» من باب الاجتماع (٥) «كصلّ ولا تغصب» لا من باب التعارض (٦) إلّا إذا لم يكن للحكم في أحد الخطابين في مورد الاجتماع مقتضٍ (٧)
______________________________________________________
المتغايرة ذاتاً كالصلاة والغصب.
وحاصل التعليل : أن الإضافات تؤثر في المصلحة والمفسدة ، بداهة أن الإكرام المضاف إلى العالم ليس كالإكرام المضاف إلى الفاسق ، لحسن الأول وكونه ذا مصلحة ، وقبح الثاني وكونه ذا مفسدة ، كتأثير العناوين كالصلاة والغصب في الحسن والقبح والمصلحة والمفسدة.
(١) يعني : كتعدد العنوانات.
(٢) أي : الإضافات المختلفة.
(٣) متعلق بـ «اختلاف».
(٤) يعني : مما يكون متعلق الأمر والنهي واحداً ذاتاً ومتعدداً بسبب الإضافة ، كالإكرام المتحد ذاتاً المتعدد بحسب إضافته تارة إلى العالم ، وأخرى إلى الفاسق كما عرفت آنفاً.
(٥) الّذي هو من صغريات باب التزاحم.
(٦) كما ذهب إليه المشهور ، وأجروا عليهما أحكام تعارض العامين من وجه.
(٧) يعني : لا يعامل مع مثل «أكرم العلماء ولا تكرم الفساق» معاملة التعارض إلّا إذا لم يكن لأحد الحكمين في مورد الاجتماع مقتضٍ ، فحينئذ يخرجان عن باب اجتماع الأمر والنهي ، كما هو الحال في نفس تعدد العنوانين إذا لم يكن في أحدهما مقتض ، فانه يعامل معهما أيضا معاملة التعارض.