الأخيرتان (١) قال أبو حيّان لم يسبق المصنّف إلى ذكرهما أحد ـ انتهى. قلت : (٢) قد نقلهما المصنّف في فتاواه عن الأخفش ، وقد تبعه (٣) عليهما جماعة.
والحال إن ينصب بفعل صرّفا |
|
أو صفة أشبهت المصرّفا |
فجائز تقديمه كمسرعا |
|
ذا راحل ومخلصا زيد دعا |
(والحال إن ينصب بفعل صرّفا أو صفة أشبهت المصرّفا فجائز) خلافلا للكوفيّين (تقديمه) على ناصبه ما لم يعارضه (٤) معارض من كون عامله صلة لأل أو لحرف مصدريّ أو مقرونا بلام القسم أو الابتداء أو كونه جملة معها الواو (كمسرعا ذا راحل زيد دعا) (٥) فإن كان ناصبه غير فعل كاسم الفعل (٦) أو المصدر ، أو فعلا غير متصرّف كفعل التّعجّب ، أو صفة كذلك (٧) كأفعل التّفضيل في بعض أحواله (٨) لم يجز تقديمه عليه.
ضابطة : جميع العوامل اللّفظية تعمل في الحال إلّا كان وأخواتها وعسى على الأصحّ.
__________________
(١) أي : صورة أن يكون المضاف جزء اللمضاف اليه او مثل جزئه.
(٢) رد لقول أبي حيان فالأخفش سابق على المصنف في هاتين الصورتين.
(٣) أي : تبع الأخفش على هاتين الصورتين أي ذكرهما ومنهم المصنف فليس المصنف مبتكرا لهما.
(٤) أي : لم يعارض التقديم معارض كصلة أل نحو جائني المكرم لزيد جالسا وصلة الحرف المصدري نحو يعجبني أن يكرمك زيد قائما والمقرون بلام القسم نحو والله لأقتلنك صباحا ولام الابتداء نحو لأكرمنك عالما وواو الحال نحو جاء زيد وهو راكب وذلك للزوم هذه الحروف صدر الكلام.
(٥) الأول مثال لتقدم الحال على عامله أعني راجل وهو صفة اشبهت الفعل المتصرف لأنهم يسمون اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة شبه الفعل والثاني للمتقدم على عامله وهو فعل متصرف أعني دعا.
(٦) نحوصه مستعما والمصدر نحو إليه مرجعكم جميعا وفعل التعجب نحو ما أحس زيدا راكبا.
(٧) أي : غير متصرف كأفعل التفضيل نحو زيد أحسن من عمرو ضاحكا كلّ ذلك لضعف العامل.
(٨) لجواز تقديم حاله إذا توسط بين حالين كما سيأتي في قوله ونحو زيد مفردا.