الاستيعاب (١) وغيره : أنَّه شهد الجمل الواقع في جمادى الآخرة سنة (٣٦) في غير محلّه. نعم ؛ يظهر من التاريخ شهوده (٢) في مقدِّمات الجمل.
وولاّه عليٌّ أمير المؤمنين آذربيجان كما في تاريخ اليعقوبي (٣) (٢ / ١٧٨) ، وكتب إليه وهو عليها :
أمّا بعد : فأقبل على خراجك بالحقّ ، وأحسن إلى جندك بالإنصاف ، وعلّم من قِبلك ممّا علّمك الله ، ثمَّ إنَّ عبد الله بن شبيل الأحمسي سألني الكتاب إليك فيه بوصايتك به خيراً ، فقد رأيته وادعاً متواضعاً ، فألن حجابك ، وافتح بابك ، واعمد إلى الحقِّ ، فإنَّ من وافق الحقَّ ما يحبو أسرّه ، (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ) (٤).
قال غياث : وَلمّا أجمع عليٌّ على القتال لمعاوية ، كتب أيضاً إلى قيس :
«أمّا بعد : فاستعمل عبد الله بن شبيل الأحمسي خليفةً لك وأقبل إليّ ؛ فإنَّ المسلمين قد أجمع ملَؤهم وانقادت جماعتهم ، فعجِّل الإقبال ، فأنا سأحضرَنّ إلى المحلّين عند غرّة الهلال إن شاء الله ، وما تأخّري إلاّ لك ، قضى الله لنا ولك بالإحسان في أمرنا كلِّه».
وروى الطبري في تاريخه (٥) (٦ / ٩١) ، وابن كثير في تاريخه (٦) (٨ / ١٤) عن الزهري ، أنَّه قال : جعل عليٌّ عليهالسلام قيس بن سعد على مقدِّمته من أهل العراق إلى قِبل آذربيجان وعلى أرضها ، وشرطة الخميس التي ابتدعتها العرب وكانوا أربعين ألفاً
__________________
(١) الاستيعاب : القسم الثالث / ١٢٩٠ رقم ٢١٣٤.
(٢) الظاهر أنَّه قدسسره ضمّن (شهد) معنى (حضر) فعدّاه ب (في).
(٣) تاريخ اليعقوبي : ٢ / ٢٠٢.
(٤) سورة ص : ٢٦.
(٥) تاريخ الأُمم والملوك : ٥ / ١٥٨ حوادث سنة ٤٠ ه.
(٦) البداية والنهاية : ٨ / ١٦ حوادث سنة ٤٠ ه.