جملة أيضا ، لكون «استقر» مسندا إلى ضمير «خالد» لا إلى «خالد» على الأصح ؛ لعدم اعتماد الظرف على شيء.
وأما كونه فعلا فللتقييد بأحد الأزمنة الثلاثة على أخصر ما يمكن مع إفادة التجدد.
وأما كونه اسما فلإفادة عدم التقييد والتجدد ، ومن البيّن فيهما قول الشاعر : [النصر بن جؤبة]
لا يأنف الدّرهم المضروب صرّتنا |
|
لكن يمرّ عليها وهو منطلق (١) |
وقوله :
وكلّما وردت عكاظ قبيلة |
|
بعثوا إليّ عريفهم يتوسّم (٢)؟! |
إذ معنى الأول على انطلاق ثابت للدرهم مطلقا من غير اعتبار تجدده وحدوثه ، ومعنى الثاني على توسّم وتأمّل ونظر يتجدّد من العريف هناك.
وأما تقييد الفعل بمفعول ونحوه ، فلتربية الفائدة ، كقولك : ضربت ضربا شديدا ، وضربت زيدا ، وضربت يوم الجمعة ، وضربت أمامك ، وضربت تأديبا ، وضربت بالسوط ، وجلست والسّارية ، وجاء زيد راكبا ، وطاب زيد نفسا ، وما ضرب إلا زيد ، وما ضربت إلا زيدا.
والمقيّد في نحو «كان زيد قائما» هو «قائما» لا كان.
وأما ترك تقييده فلمانع من تربية الفائدة.
وأما تقييده بالشرط فلاعتبارات لا تعرف إلا بمعرفة ما بين أدواته من التفصيل ، وقد بين ذلك في علم النحو ، ولكن لا بدّ من النظر هاهنا في «إن» و «إذا» و «لو».
أما «إن» و «إذا» فهما للشرط في الاستقبال ، لكنهما يفترقان في شيء ، وهو أن الأصل في «إن» أن لا يكون الشرط فيها مقطوعا بوقوعه ، كما تقول لصاحبك : «إن تكرمني أكرمك» وأنت لا تقطع بأنه يكرمك ، والأصل في «إذا» أن يكون الشرط فيها مقطوعا بوقوعه ، كما تقول : «إذا زالت الشمس آتيك».
__________________
(١) البيت من البسيط ، وهو للنضر بن جؤية في الإشارات والتنبيهات ص ٦٥.
(٢) البيت من الكامل ، وهو لطريف بن تميم العنبري في الأصمعيات ص ١٢٧ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٨٩ ، وشرح شواهد الشافية ص ٣٨٠ ، والكتاب ٤ / ٧ ، ولسان العرب (ضرب) ، (عرف) ، ومعاهد التنصيص ١ / ٢٠٤ ، وبلا نسبة في أدب الكاتب ص ٥٦١ ، والأشباه والنظائر ٧ / ٢٥٠ ، وجمهرة اللغة ص ٣٧٢ ، والمنصف ٣ / ٦٦ ، وتاج العروس (وسم).