وسيبويه يخرج الرفع على أنه على نية التقديم ، أما المبرد فيرى أنه على نية الفاء ، أما الجرجانى فإنه يذهب إلى أن الثانى المضارع لم يجزم حملا على عدم ظهور الجزم فى الأول لكونه ماضيا.
رابعا : الأول مضارع والثانى ماض :
الفعل المضارع حالىّ الزمن أو مستقبليّه ، أما الفعل الماضى فهو ذو زمن مضى ، والشرط تعليق حدوث معنى لا حق على حدوث معنى سابق ؛ لذا فإن معظم النحاة لا يجيزون تقديم الفعل المضارع على الماضى فى التركيب الشرطيّ ، أى لا يكون فعل الشرط مضارعا ، وفعل الجواب ماضيا ، لكننا نجد أن المبرد يذكر «لو قال : من يأتنى أتيته لجاز» (١) ، ويذكر أن هذا التركيب قد يجاز فى غير الشعر (٢) ، كما يجعله متباعدا عن حرف الجزاء ، ويذكر منه قول أبى زبيد الطائى :
من يكدنى بسيّئ كنت منه |
|
كالشّجا بين حلقه والوريد (٣) |
كما يذكر الجرجانى : «واعلم أن الجزاء إذا كان فعلا لم يخل من ثلاثة أوجه :
أحدها : أن يكون الأول مضارعا لفظا ، والثانى ماضيا ، نحو قولك : إن تضرب زيدا ضربتك ، فليس فى ذا إلا جزم الأول الذى هو الشرط ، وإبقاء الثانى على سمت الماضى» (٤).
ويذكر الرضىّ هذا التركيب ، ويجعل المضارع ـ وهو فعل الشرط ـ مجزوما (٥).
__________________
(١) المقتضب ٢ ـ ٥٨.
(٢) السابق ٢ ـ ٦٩.
(٣) المقتضب ٢ ـ ٥٨. المقرب ٥٩ / الصبان على الأشمونى على الألفية ٤ ـ ١٧.
(بسيئ) شبه جملة متعلقة بيكد. (منه) شبه جملة فى محل نصب ، حال ، (كالشجا) شبه جملة فى محل نصب خبر كان ، أو متعلقة بخبرها المحذوف (بين) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، (حلقه) مضاف إليه بين ، ومضاف إليه حلق. وشبه جملة (بين حلقه) فى محل نصب حال. أو متعلقة بالحال المحذوفة.
(٤) المقتصد ٢ ـ ١٠٤٥.
(٥) شرح الكافية ٢ ـ ٢٦٠.