يكونان متعاطفين يكون الفاصل بينهما المفعول به (الجنة) ، والضمير المرفوع المنفصل المؤكد (أنتم). ومثال اجتماع الضمير مع (لا) النافية قوله تعالى : (وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ) [الأنعام : ٩١] ، حيث عطف (آباء) بالرفع على الفاعل ضمير المخاطبين المتصل المرفوع (تم) ، وكان الفاصل بينهما الضمير المنفصل المرفوع المؤكد (أنتم) ، و (لا) النافية المذكورة بعد حرف العطف الواو.
وقد تجتمع ثلاثة فواصل ، كما جاء فى قوله تعالى : (فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً) [طه : ٥٨](١). [الضمير (أنت) فى محل رفع بالعطف على الفاعل الضمير المستتر فى (نخلف) ، وتقديره نحن ، وكان الفاصل بينهما المفعول به الضمير المتصل (هاء الغائب) ، مع ضمير الرفع المنفصل المطابق المؤكد (نحن) ، ومع (لا) الزائدة لتأكيد النفى المذكورة بعد واو العطف.
تنويه :
ذكرنا أن الكوفيين لا يشترطون وجود فاصل بين الضمير المرفوع وما عطف عليه. ويستشهدون لذلك بقول عمر بن أبى ربيعة :
قلت إذ أقبلت وزهر تهادى |
|
كنعاج الفلا تعسّفن رملا (٢) |
__________________
(١) (اجعل) فعل أمر مبنى على السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت. (بيننا) بين : ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، متعلق بالجعل وهو مضاف ، وضمير المتكلمين نا مبنى فى محل جر مضاف إليه. (وبينك) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. بين : ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل جر مضاف إليه ، وشبه الجملة معطوفة على سابقتها. (موعدا) منصوب على الظرفية ـ ظرف زمان أو ظرف مكان ـ ، ويجوز أن ينصب على المصدرية ، والتقدير : عد وعدا. (لا نخلفه) لا : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. نخلف : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، فاعله ضمير مستتر تقديره نحن. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية فى محل نصب نعت لموعد. (نحن) ضمير مؤكد للفاعل المستتر مبنى فى محل رفع مصحح للعطف عليه. (ولا أنت) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لا : حرف زائد لتأكيد النفى مبنى لا محل له من الإعراب. أنت : ضمير مبنى فى محل رفع بالعطف على الفاعل المستتر. (مكانا) مفعول ثان لا جعل منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أو منصوب على الظرفية لا جعل ، أو منصوب بإضمار فعل. (سوى) نعت لمكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر.
(٢) ينظر : ملحق ديوانه ٤٩٠ / الكتاب ٢ ـ ٤٧٩ / الخصائص ٢ ـ ٣٨٦ / شرح ابن يعيش ٣ ـ ٧٤ /