من الجملة الأولى ، ويرى بعضهم أنه بدل بعض من كلّ ، لأن الثانية أخصّ من الأولى.
ومن النحاة من يرى أن البدل ينحصر فى شبه الجملة (بأنعام) ، حيث إن أنعاما بدل من الاسم الموصول (ما تعلمون) بإعادة العامل الجار ، ويجعلون مثل هذا التركيب باحتسابه كلّه توكيدا بالتكرير (١).
ومثله قوله تعالى : (قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً) [يس : ٢٠ ، ٢١] ، حيث الجملة الفعلية (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً) بدل من الجملة الفعلية (اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) ، ومنهم من يرى أن هذا تكرير ، أى : توكيد ، ويحصرون البدل فى إعادة العامل إذا كان حرف الجرّ.
من البدل فى الجملة قول الشاعر :
أقول له ارحل لا تقيمنّ عندنا |
|
وإلّا فكن فى السّرّ والجهر مسلما (٢) |
الجملة الفعلية (لا تقيمن) بدل اشتمال من الجملة الفعلية (ارحل).
__________________
(١) البحر المحيط ٧ ـ ٣٢٨ / الدر المصون ٥ ـ ٤٧٩.
(٢) شرح ابن الناظم ٥٦٣ / شرح التصريح ٢ ـ ١٦٢.
(أقول) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. (له) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالقول. (ارحل) فعل أمر مبنى على السكون ، والفاعل ضمير مستتر تقديره :أنت ، والجملة الفعلية فى محل نصب مقول القول. (لا) حرف نهى وجزم مبنى لا محل له من الإعراب. (تقيمن) فعل مضارع مبنى على الفتح فى محل جزم ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت ، والنون للتوكيد حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (عندنا) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر بالإضافة ، وشبه الجملة متعلقة بعدم الإقامة. (وإلا) الواو استئنافية حرف مبنى لا محل له إعرابيا. إن : حرف شرط جازم مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (لا) حرف نفى مبنى لا محل له. أما جملة الشرط فمحذوفة دل عليها ما سبق. والتقدير : وإن لم ترحل. (فكن) الفاء حرف مبنى يربط الشرط بجوابه لا محل له من الإعراب. كن : فعل أمر مبنى على السكون. واسمها ضمير مستتر تقديره : أنت. (فى السر) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بمسلم. (والجهر) عاطف ومعطوف على السر مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (مسلما) خبر كن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.