وبوقا تيمور متوجه من أطراف القلعة من جانب القبلة في موضع دولاب. وتوجه بقل وبايجو وسونجاق من جانب غربي بغداد نحو البيمارستان العضدي.
وكان هؤلاء قد اشتبكوا مشتركا ونصبوا مقابل (برج العجمي) (١) مجانيق متعددة وضعضعوا البرج المذكور.
وفي هذه الأثناء أرسل الخليفة الوزير ومعه الجاثليق وقال لهم بلغوا هلاكو بأن الخليفة أوفى بعهده وأرسل لك الوزير الذي أردته قبلا فيكون بعمله هذا قد نفذ أمر السلطان فقال هلاكوخان :
إن هذا قد اشترطته على أبواب همذان حينما كنت هناك. وفي هذا الوقت وصلنا بغداد وتلاطمت الفتن والانقلابات. فلا يسعني أن اكتفي أو أقنع بوصول وزير واحد فأريد أن يأتوا إلي ثلاثتهم : الدواتدار وسليمان شاه والوزير فرجع الرسل إلى المدينة ودخلوها.
وفي اليوم التالي توجه الوزير وصاحب الديوان وجماعة من مشاهير البلدة وأعيانها إلى هلاكو فخرجوا من بغداد فأرجعهم الجيش المغولي. ودامت الحرب ستة أيام متوالية. وأمر السلطان هلاكو أن يرسلوا يرليغات (فرامين سلطانية) إلى القضاة والعلماء والشيوخ والعلويين والأعيان (أو التجار) والذين ليسوا معهم في حرب ... يؤمنونهم بها على أرواحهم وشدوا هذه الكتب بألواح ونشروها في أنحاء المدينة (رموها) للإعلام بها وإعلانها.
__________________
(١) من رأي الاستاذ القزويني أن سبب تسميته ببرج العجم ، أو العجمي هو أنه كان لمحلة قطيعة العجم من محلات بغداد ، ويشتبه من صحة التسمية المذكورة في حواشي الحوادث الجامعة ص ٣٢٦ المتضمنة ملازمة الشيخ عبد القادر في هذا البرج فنسب إليه ، نقلا عن بهجة الاسرار قال ويسمى (با) الترك العثمانيين ب (طابية الزاوية) والطابية هنا تعني البرج ـ راجع ح ٣ ص ٤٧٤ من تاريخ جهان كشاي جويني.