الترك القدماء إلى تكوّن المغول والتتر :
يقول أبو الغازي في شجرة الترك إنهم من نسل يافث بن نوح ويوصلهم بآدم على ترتيب التوراة أو كتب الأنساب العربية ويعدد أولاد يافث بأنهم ترك (١) (ومنه الترك) ، وخزر (ومنه الخزر) ، وصقلب (ومنه الصقلب) ، وروس ، ومنيغ وصين (يلفظ چين) ، وكيمارى ، وتارنج. وهم أمم من نجار تركي فجعلوها اسماء أجداد. والظاهر أن التسمية إنما نشأت من مراعاة كتب الانساب وتحديها. ولعل الأصل كذلك فلا يخرج عن التخمين. ولما كان باقي أولاد يافث لا يكونون موضوعا لنا أضربنا عن ذكرهم وإن كانت قد تألفت منهم أقوام. هذا ويلاحظ أن أبا الغازي بهادرخان لم يخل من التأثر بالآداب العربية وأنسابها كما مر يقصّ عن نفسه أنه شاعر مفلق في لغات منها العربية والفارسية ... قال :
إن ترك خلف أباه في حكومته ولقب بابن يافث. وكان عالما ، عاقلا ومدبرا ، ارتاد المواطن الكثيرة فاختار أحسنها وهو المسمى (ببحيرة ايسيغ) فأقام بها. ويقال إنه أول من نصب خيمة. وأن بعض عوائد الترك الموجودة لحد الآن قد انتقلت منه. وقد توفي عن أربع بنين خلفه في حكومته منهم (طوطوق خان).
وهذا أيضا كان عاقلا ، قديرا وعدلا. ومن هذا تأصلت عوائد كثيرة أيضا. ويعاصره أول سلاطين العجم (كيومرث). ويحكى عنه أنه ذهب مرة للصيد فصاد (ظبيا) فشواه. ثم سقطت منه قطعة على الأرض
__________________
(١) ومن ثم سمى القوم «الترك» باسم جدهم الأعلى والاختلاف ظاهر في أصل كل قوم وهل يعد جدا أعلى وحينئذ ينطوي تحته التتر والمغول وبعضهم يسميهم «بني قنطوراء» ونفى آخرون هذه. والمثبتون يقولون إنها جارية إبراهيم عليه السّلام وآخرون وجهوا اللفظ بأنه يراد به «بنو قاآن توران» فخفف وتصرف العرب به حتى نال شكله الأخير ولكل وجهة «ر : ص ٢٠ تلفيق الأخبار».