ـ أما مال الديوان ففي الخزانة. وأما ما يخصني فأنت تعلم أني لم أجمع مالا ...!
فأمر بضربه فضرب ثم أقعد وسئل فلم يعترف بشيء غير الظاهر فأمروا بقتله فضرب بالسكاكين والسيوف وكان بالاتفاق في الديوان نجار قد جاء متفرجا ومعه فاس فضربه عدة ضربات ثم قطع إربا إربا وتناهبه العوام فتعمم نفاط بمصرانه وطافوا به في شوارع بغداد ودروبها ثم أحرق بباب جامع الخليفة ما عدا رأسه فسلخ وحشي تبنا وطيف به في جانبي بغداد وحمل إلى واسط فعلق على جسرها.
وقتل من اليهود شاب يعرف بابن فلالة وقطعت أعضاؤه ... وطافوا به سحبا في دروب بغداد ثم أحرق بباب جامع الخليفة أيضا.
فلما سكنت الفتنة وخرج اليهود على عادتهم في معايشهم أشاع طائفة من العوام أن الحكام قد فسحوا في نهبهم فسارع الأشرار والسفل والشطار في ذلك ونهبوا دورهم ودكاكينهم فركب جمال الدين في جمع من الكلحية وكفهم عن ذلك ولم يبق بلد من بلاد العراق إلا وجرى فيه على اليهود من النهب مثل ما جرى في بغداد حتى أسلم منهم جماعة ثم عادوا بعد ذلك. ثم طولب فخر الدولة وجماعة من أعيان اليهود بالأموال وضويقوا وعوقبوا عليها فادعوا أن أموالهم نهبت من دورهم وأرسل بايدو إلى الموصل من قبض على أمين الدولة أخي سعد الدولة وكان حاكما بها واعتمد معه مثل ما اعتمد مع أخيه فخر الدولة. حكى أن فخر الدولة مظفر بن الطراح حرض جمال الدين الدستجرداني على قتل مهذب الدولة وقال إن ترك لا يؤمن وخوفه من عاقبة الحال حتى أنه أوعز إليه بأن (عجل بقتله قبل أن يقتلك).
سعد الدولة واليهود :
إن سعد الدولة هذا توصل إلى السلطان من طريق الطب وشرح له