قتال خوارزمشاه مع الخطا (الخيتاي):
وفي سنة ٦٠٤ ه ١٢٠٨ م كاتب ملوك ما وراء النهر مثل ملك سمرقند وملك بخارى خوارزمشاه يشكون ما يلقونه من الخطا ويبذلون له الطاعة والخطبة والسكة ببلادهم إن دفع الخطا فعبر علاء الدين محمد خوارزمشاه نهر جيحون واقتتل مع الخطا. وحدثت عدة وقائع والحروب بينهم وبينه سجال. فاتفق أن خوارزمشاه انهزم وأخذ اسيرا ولكن شخصا من أصحابه وهو ابن شهاب الدين مسعود احتال في خلاصه باستخدامه له كغلام فقال للخطا إنه فلان ويخشى أن ينقطع خبره فأراد أن يعلمهم بحاله وطلب ذلك منهم فأجابوه إلى سؤاله فأرسل خوارزمشاه فعاد إلى مملكته وتراجع إليه عسكره.
وكان لخوارزم شاه أخ يقال له (علي شاه) بن تكش وكان نائب أخيه بخراسان فلما بلغه موت أخيه في الوقعة مع الخطا دعا إلى نفسه بالسلطنة واختلف الناس بخراسان وجرت فيها فتن كثيرة.
فلما عاد خوارزم شاه محمد إلى ملكه خاف أخوه (علي شاه) فسار إلى غياث الدين محمود ملك الغورية فأكرمه وأقامه عنده (بفيروزكوه). وبعد أن استقر خوارزم شاه في ملكه وبلغه ما فعله أخوه علي شاه أرسل عسكرا إلى قتال غياث الدين محمود الغوري وكان مقدم عسكره (أمير ملك) فسار إلى (فيروز كوه) وبلغ ذلك غياث الدين محمودا فأرسل يبذل الطاعة ويطلب الأمان فأعطاه (أمير ملك) الأمان فخرج غياث الدين مع علي شاه فقبض عليهما وأرسل يعلم خوارزم شاه بالحال فأمره بقتلهما فقتلهما في يوم واحد. واستقامت خراسان كلها لخوارزم شاه وذلك سنة ٦٠٥ ه ١٢٠٩ م بانقراض دولة الغورية بقتل آخر ملوكهم. وكانت دولتهم من أحسن الدول. وكان محمود هذا عادلا كريما.