فمثال ما لحقته تا التّأنيث فأعلّ : «شجيّة» ، أصله «شجوة» ، لأنّه من «الشّجو» (١) ، فقلبت الواو ياء لكونها متطرّفة ، ولم يعتدّ بالتّاء.
ومثال ما لحقته زيادتا فعلان : أن تبني من «الغزو» مثل «ظربان» (٢) ، فتقول : «غزيان» فأعلّ أيضا لعدم الاعتداد بالألف والنّون.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
... |
|
... ذا أيضا رأوا |
في مصدر المعتلّ عينا والفعل |
|
منه صحيح غالبا نحو الحول |
يعني : أنّ ما كان من مصدر الفعل المعتلّ العين بعدها ألف ـ وجب إعلاله وما كان منه على «فعل» بغير ألف ، فالغالب في عينه التّصحيح.
وشمل المعتلّ الثّلاثيّ ، نحو «قام قياما» ، والمزاد نحو «انقاد انقيادا».
واحترز بالمعتلّ العين : من الفعل الصّحيح العين ، نحو «لاوذ لواذا» (٣) ، فإنّه (٤) لا يعلّ لكون فعله غير معلّ.
وفهم اشتراط الألف بعد العين من قوله : «والفعل منه صحيح غالبا» ، لأنّ سبب التّصحيح عدم الألف ، فالغالب في «فعل» التّصحيح ، نحو «حال حولا / ، وعاد المريض عودا».
ثم اعلم أنّ جميع ما سكنت عينه من الثّلاثيّ نحو «ثوب» ، أو اعتلّت نحو «دار» على ثلاثة أقسام : «فعال ، وفعلة ، وفعل» ، وقد أشار إلى الأوّل فقال رحمهالله تعالى :
وجمع ذي عين أعلّ أو سكن |
|
فاحكم بذا الإعلال فيه حيث عن |
يعني : أنّ جمع المفرد المعتلّ من جمع الثّلاثيّ المعتلّ العين أو السّاكنها
__________________
(١) الشجو : الهم والحزن. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٦ ، اللسان : ٤ / ٢٢٠٣ (شجا).
(٢) الظربان : دويبة شبه الكلب ، أصم الأذنين ، صماخاه يهوياه ، طويل الخرطوم ، أسود السراة ، أبيض البطن ، كثير الفسو ، منتن الرائحة ، يفسو في حجر الضب ، فيسدر من خبث رائحته فيأكله. وقيل : هي دابة شبه القرد ، وقيل : هي على قدر الهر ونحوه. انظر اللسان : ٤ / ٢٧٤٦ (ظرب).
(٣) بمعنى استتر ، قال تعالى : (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً) أي : ملاذا يستر بعضكم بعضا حتى يخرج من يخرج ، وهو جالس مع المصطفى صلىاللهعليهوسلم. انظر اللسان : ٥ / ٤٠٩٧ (لوذ) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٦.
(٤) في الأصل : فإنه. مكرر.