ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ويذكر المخصوص بعد مبتدا |
|
أو خبر اسم ليس يبدو أبدا |
يذكر المخصوص بالمدح أو بالذّمّ بعد فاعل «نعم ، وبئس» مرفوعا (١) نحو «نعم الرّجل زيد ، وبئس الرّجل عمرو» ، ورفعه بالابتداء ، والجملة قبله خبره ، وليس بواجب التّأخير ، بل يجوز ، (نحو) (٢) «زيد نعم الرّجل» (٣).
وقيل : ارتفاعه لأنّه خبر مبتدأ لازم الحذف ، والتّقدير : «هو زيد» ، والضّمير عائد على الممدوح بعد «نعم» ، وعلى المذموم بعد «بئس» (٤).
__________________
نعم الشيء شيء صنعت ، وقال به قوم منهم ابن خروف ، ونقله في التسهيل عن سيبويه والكسائي.
الثاني : أنها موصولة ، والفعل صلتها ، والمخصوص محذوف ، ونقل عن الفارسي.
الثالث : أنها موصولة ، والفعل صلتها ، وهي فاعل يكتفى بها وبصلتها عن المخصوص ، ونقله في شرح التسهيل عن الفراء والفارسي.
الرابع : أنها مصدرية ولا حذف هنا ، وتأويله : بئس صنعك ، وإن كان لا يحسن في الكلام : «بئس صنعك» حتى تقول : «بئس الصنع صنعك» ، كما تقول «أظن أن تقوم» ، ولا تقول : «أظن قيامك».
الخامس : أنها نكرة موصوفة في موضع رفع.
٣ ـ وأما القائل : بأنها المخصوص ، فقال : إنها موصولة ، وهي المخصوص و «ما» أخرى محذوفة هي المميز ، والأصل : نعم ما ما صنعت ، والتقدير : نعم شيئا الذي صنعته. وهو قول الفراء.
٤ ـ وأما القائل : بأنها كافة ، فقال : إنما كفت «نعم» كما كفت «قل» فصارت تدخل على الجملة الفعلية.
انظر في ذلك شرح المرادي : ٣ / ٩٦ ـ ٩٨ ، الهمع : ٣ / ٨٣ ـ ٣٩ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٩٦ ـ ٩٧ ، شرح الأشموني : ٣ / ٣٥ ـ ٣٦.
(١) في الأصل : مرفوعان.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٣) وهو مذهب سيبويه. قال الأزهري : ولا يجوز غير ذلك عند سيبويه وابن خروف وابن الباذش ، وقيل : يجوز هذا ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ واجب الحذف ، أي : الممدوح أبو بكر ، والمذموم أبو لهب ، وهو مذهب الجمهور ومنهم الجرمي والمبرد وابن السراج والفارسي وابن جني وغيرهم. انتهى. وذكر في شرح التسهيل أن سيبويه أجازه.
انظر الكتاب : ١ / ٣٠٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٩٧ ، التبصرة والتذكرة : ١ / ٢٧٥ ، الأصول : ١ / ١١٢ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٦٠٦ ، شرح الأشموني : ٣ / ٣٧ ، الفوائد الضيائية : ٢ / ٣١٤ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ١١١٠ ، شرح الرضي : ٢ / ٣١٨.
(٤) وقيل : ارتفاعه لأنه مبتدأ حذف خبره ، وإليه ذهب ابن عصفور. وذهب ابن كيسان إلى أن