ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وشذّ حذف أن ونصب في سوى |
|
ما مرّ فاقبل منه ما عدل روى |
لا ينصب بـ «أن» مضمرة في غير المواضع المذكورة ، إلا شذوذا ، فيقتصر على المنقول منه ، ولا يقاس عليه (١).
ويقع ذلك في الجواب لغير الأشياء المذكورة ، كقوله :
٢٥٨ ـ سأترك منزلي لبني تميم |
|
وألحق بالحجاز فأستريحا |
وأحسنه قولهم : «خذ الّلص قبل يأخذك» (٣) ، وقوله :
٢٥٩ ـ ... |
|
ونهنهت نفسي بعد ما كدت أفعله |
__________________
(١) وذهب الكوفيون ومن وافقهم من البصريين إلى جواز القياس عليه. وأجاز الأخفش حذف «أن» قياسا ، ولكن بشرط رفع الفعل مثل (تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ ،) و «تسمع بالمعيدي» في رواية الرفع فيهما. وذهب قوم إلى أن حذف : «أن» مقصور على السماع مطلقا ، فلا ينصب ولا يرفع بعد الحذف إلا ما سمع ، وإليه ذهب متأخر والمغاربة ، قيل : وهو الصحيح.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٤٥ ، التسهيل : ٢٣٣ ، شرح المرادي : ٤ / ٢٢٤ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٥٩ ، شرح الأشموني : ٣ / ٣١٥.
٢٥٨ ـ من الوافر ، للمغيرة بن حبناء (وحبناء : لقب ، واسمه : حبين التيمي) ، قال البغدادي : وقد رجعت إلى ديوانه وهو صغير فلم أجده فيه. ويروى : «بالعراق» بدل «بالحجاز» ، ويروى : «لأستريحا» بدل «فأستريحا» ، والشاهد في قوله : «فأستريحا» حيث نصب الفعل بـ «أن» مضمرة بعد الفاء وليس بمسبوق بنفي أو طلب ، وهو ضرورة.
انظر شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٥٠ ، النكت الحسان : ١٤٩ ، شرح الأشموني : ٣ / ٣٠٥ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٩٠ ، الخزانة : ٨ / ٥٢٢ ، الكتاب : ١ / ٤٢٣ ، ٤٤٨ ، شواهد ابن النحاس : ٢٢٧ ، المقتضب : ٢ / ٢٢ ، المحتسب : ١ / ١٩٧ ، شرح ابن يعيش : ١ / ٢٧٩ ، المقرب : ١ / ٢٦٣ ، مغني اللبيب : ٣١٩ ، شذور الذهب : ٢٢٢ ، الهمع : ٢١٠ ، ١٠٢٢ ، ١٣٥١ ، الدرر اللوامع : ١ / ٥١ ، ٢ / ٧ ، ١٠ ، ٩٠ ، أبيات المغني : ٤ / ١١٤ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٣٩٢ ، المقتصد : ٢ / ١٠٦٨ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ١٤٤ ، ٦١٠ ، الضرائر : ٢٨٤ ، معاني الأخفش : ٦٦ ، التبصرة والتذكرة : ٤٠٣ ، الأصول : ٢ / ١٨٢ ، الإفصاح : ١٨٤ ، شواهد المغني : ١ / ٤٩٧ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٤٢١.
(٢) أي قبل أن يأخذك. انظر الكتاب : ١ / ١٥٥ ، الهمع : ٤ / ١٤٣ ، مغني اللبيب : ٦٤٠ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٥٩ ، شرح المكودي : ٢ / ٩٢ ، شرح المرادي : ٤ / ٢٢٣ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٤٥ ، الضرائر : ١٥٢ ، مجالس ثعلب : ٣١٧ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١١٩ ، كاشف الخصاصة : ٣١٥.
٢٥٩ ـ من الطويل لعامر بن جوين الطائي من أبيات له قالها في هند أخت امرىء القيس بن حجر ، لما هرب من النعمان بن المنذر ونزل عليه ، فأراد عامر الغدر به ، فتحول عنه ، وصدره :