ونقل ابن الحاجب صرفه عن بعض العرب (١) ، ولم (٢) يثبت (٣).
ثمّ قال / :
وإن به سمّي أو بما لحق |
|
به فالانصراف منعه يحق |
إذا سمّي بهذا الجمع ـ مثل أن تسمّي رجلا بـ «دراهم» أو امرأة بـ «دنانير» ـ ، أو بما ألحق به : إمّا منقولا عن أعجميّ ، كـ «شراحيل» (٤) ، وإمّا مرتجلا ، كـ «هوازن» ـ استحقّ منع الصّرف ، كـ «سراويل» ، بل أولى لزيادته عليه بالعلميّة ، مع تحقّق الجمعيّة في المنقول عنها.
فإن أخرج عن العلميّة بالتّنكير ، فهل يصرف أو لا؟
الأكثرون على بقاء المنع ، لأنّ التّأثير إنّما هو لشبه الجمع لفظا ، أو لأنّه الأصل (٥).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
والعلم امنع صرفه مركّبا |
|
تركيب مزج نحو معدي كربا |
__________________
(١) قال ابن الحاجب في الكافية : و «سراويل» إذا لم يصرف وهو الأكثر فقد قيل إنه أعجمي حمل على موازنه ، وقيل : عربي ، جمع سروالة تقديرا ، وإذا صرف فلا إشكال. انتهى.
انظر شرح الكافية للرضي : ١ / ٥٤ ، الفوائد الضيائية : ١ / ٢٣٤ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢١٢ ، حاشية الصبان : ٣ / ٢٤٧ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ٧٥ ، أوضح المسالك : ٢٢٢ ، ابن عقيل مع الخضري : ٢ / ١٠١ ـ ١٠٢.
(٢) في الأصل : ولا. راجع التصريح : ٢ / ٢١٢.
(٣) أنكر ابن مالك ذلك على ابن الحاجب وقال : إن صرفه لم يثبت عن العرب. ورد بأنه ناقل ، ومن نقل حجة على من لم ينقل ، مع أن الأخفش نقل عن العرب صرفه أيضا ، قال ابن حمدون : فالصواب جواز الوجهين فيه.
انظر أوضح المسالك : ٢٢٢ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢١٢ ، حاشية الصبان : ٣ / ٢٤٧ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ٧٥.
(٤) قال الخضري في حاشيته (٢ / ١٠٢): «قوله : «كشراحيل» بالشين المعجمة والحاء المهملة : علم عدة أشخاص من الصحابة والمحدثين وغيرهم» انتهى. وفي المخصص (١٤ / ٤٣): «ومما أخذوا عن السريانية «شراحيل ، وشرحبيل». انتهى.
(٥) وهو مذهب سيبويه. وذهب المبرد إلى صرفه لذهاب الجمعية ، وعن الأخفش القولان. قال المراد : والصحيح قول سيبويه لأنهم منعوا «سراويل» من الصرف وهو نكرة وليس جمعا على الصحيح.
انظر الكتاب : ٢ / ١٥ ، المقتضب : ٣ / ٣٤٥ ، شرح المرادي : ٤ / ١٣٧ ، التبصرة والتذكرة : ٢ / ٥٦٨ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٤٩ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٠٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢١٣ ، شرح ابن يعيش : ١ / ٦٣.