وذهب بعض النحاة إلى قياسهما في الجميع (١).
وبعضهم إلى (عدم) (٢) قياس «مفعل» ، دون «فعال» (٣).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وكن لجمع مشبه مفاعلا |
|
أو المفاعيل بمنع كافلا |
هذه العلّة الثّانية من العلّتين المستقلّتين. وهو ما / أشبه في اللّفظ «مفاعل» أو «مفاعيل» من الجموع (٤) ، سواء كانت الميم في أوّله ، كـ «مساجد ، ومصابيح» ، أو لم تكن كـ «دراهم (٥) ، ودنانير» ، ومنه : «دوابّ ، وصوافّ» ، لأنّ أصلهما (٦) : «دوابب ، وصوافف».
__________________
٣ / ٢٤٠ ، الهمع : ١ / ٨٣ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٣٤٧ ، شرح الألفية للشاطبي (رسالة دكتوراه) : ٢ / ٧٦١.
(١) قال ابن مالك في شرح الكافية : «وأجاز الكوفيون والزجاج أن يقال قياسا : «خماس» و «سداس» ، و «مسدس» ، و «سباع» و «مسبع» ، و «ثمان» ، و «مثمن» ، و «تساع» ، و «متسع». انتهى. وإليه ذهب المبرد في المقتضب ، ووافقهم ابن مالك في التسهيل. قال أبو حيان : والصحيح أن البناءين مسموعان من واحد إلى عشرة ، وحكى البناءين أبو عمرو الشيباني ، وحكى أبو حاتم وابن السكيت من آحاد إلى عشار ومن حفظ حجة على من لم يحفظ.
وأجاز الفراء صرفها مذهوبا بها مذهب الأسماء ، أي : منكرة ، بناء على رأيه أنها معرفة بنية الإضافة تقبل التنكير ، قال : تقول العرب : «ادخلوا ثلاثا ثلاثا» ، والجمهور على خلافه.
انظر في ذلك شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٤٤٨ ، المقتضب : ٣ / ٣٨١ ، التسهيل : ٢٢٢ ، شرح الرضي : ١ / ٤١ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٤٣٧ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٤٠ ، الهمع : ١ / ٨٤ ، ٨٦ ـ ٨٧ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢١٤ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١٠٠ ، شرح المرادي : ٤ / ١٢٩ ، حاشية الصبان : ٣ / ٢٤٠ ، شرح الألفية للشاطبي (رسالة دكتوراه) : ٢ / ٧٦١.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٣) فيقاس لكثرته ، بخلاف مفعل فلا يقاس لقلته. ومذهب البصريين أنه لا يقاس ، بل يقتصر فيه على السماع ، قال ابن عصفور : وهو الصحيح لأنه لم يكثر كثرة توجب القياس.
انظر الهمع : ١ / ٨٤ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٢٢٠ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٤٠ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٤٣٧ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢١٤.
(٤) ويعني بالشبه أن يكون أوله مفتوحا وثالثه ألفا بعدها حرفان ، أو ثلاثة أوسطها ساكن ، وما يلي الألف مكسور ـ لفظا أو تقديرا ـ غير عارض. واشتراط كسر ما بعد الألف مذهب سيبويه والجمهور ، خلافا للزجاج.
انظر ارتشاف الضرب : ١ / ٤٢٦ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٤٤٤ ، شرح المرادي : ٤ / ١٣٠ ، الهمع : ١ / ٧٩ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٤٣. وانظر الكتاب : ٢ / ١٥.
(٥) في الأصل : لدراهم.
(٦) في الأصل : أصلها.