ثمّ قال رحمهالله تعالى :
والضّمّ إن لم يل الابن علما |
|
أو يل (١) الابن علم قد حتما |
إذا لم توجد القيود الثّلاثة المسوّغة للفتح ـ تعيّن بناء المنادى / على ضمّة ، فلا يجوز الفتح في نحو «يا رجل ابن زيد» ، ولا في «يا زيد الكريم ابن عمرو» ، لأنّ «الابن» لم يل علما ، ولا في «يا زيد ابن أخينا ، أو ابن أخي عمرو» ، لأنّ «الابن» لم يله علم ، ولا في «يا زيد وابن عمرو» ، لأنّ «الابن» التّابع غير صفة ، ولا في نحو «يا زيد الكريم» لأنّ الصّفة غير «ابن» (٢).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
واضمم أو انصب ما اضطرارا نوّنا |
|
ممّا له استحقاق ضمّ بيّنا |
إذا دعت ضرورة (٣) الشّعر إلى تنوين المنادى المبنيّ على الضّمّ ـ جاز إبقاؤه على ضمّه ، نحو :
١٩٦ ـ سلام الله يا مطر عليها |
|
... |
__________________
(١) الأصل : ويل. انظر الألفية : ١٢٤.
(٢) وأجاز الكوفيون ذلك محتجين بقول الشاعر :
بأجود منك يا عمر الجوادا
بفتح «عمر» وعللوه بأن الاسم ونعته كالشيء الواحد ، فلما طال النعت بالمنعوت حركوه بالفتح.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١٦٩ ، الهمع : ٣ / ٥٣ ـ ٥٤ ، التسهيل : ١٨٠ ، شرح المرادي : ٣ / ٢٨٤ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٤٣.
(٣) في الأصل : صورة.
١٩٦ ـ من الوافر للأحوص الأنصاري من قصيدة له في ديوانه (١٧٣) ، وعجزه :
وليس عليك يا مطر السّلام
مطر : اسم رجل ، وكان دميما ، وكانت امرأته من أجمل النساء ، وكانت تريد فراقه ولا يرضى مطر بذلك ، فأنشد الأحوص هذه القصيدة يصف فيها أحوالهما. والضمير في «عليها» يرجع إلى امرأة مطر. والشاهد في قوله : «يا مطر» حيث نونه مع بقائه على البناء على الضم ، وهو منادى مفرد معرفة ، ولا يجوز ذلك إلا في ضرورة الشعر.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١٧١ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٣٠٤ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٤٤ ، الشواهد الكبرى : ١ / ١٠٨ ، ٤ / ٢١١ ، الكتاب مع الأعلم : ١ / ٣١٣ ، المقتضب : ٤ / ٢١٤ ، ٢٢٤ ، مجالس ثعلب : ١ / ٧٤ ، ٢ / ٤٧٤ ، جمل الزجاجي : ١٥٤ ، الحلل : ٢٠٠ ، المحتسب : ٢ / ٩٣ ، أمالي ابن الشجري : ١ / ٣٤١ ، الإنصاف : ٣١١ ، الخزانة : ٢ / ١٥٠ ، شذور الذهب : ١١٣ ، شواهد الفيومي : ٤١ ، مغني اللبيب (رقم) : ٦٤٣ ، الهمع (رقم) : ٦٧٠ ، الدرر اللوامع : ٢ / ١٠٥ ، شواهد ابن السيرافي : ١ / ٦٠٥ ، ٢ / ٢٥ ، شواهد ابن النحاس :