[قد] سبق أن هذه الفاء ملتزمة الذّكر ، وقد جاء حذفها فى الشعر ، كقوله :
(٣٤٩) ـ
فأمّا القتال لا قتال لديكم |
|
ولكنّ سيرا فى عراض المواكب |
__________________
بقوله «نبذ» الآتى ، ومع مضاف وها مضاف إليه «قد» حرف تحقيق «نبذا» نبذا : فعل ماض مبنى للمجهول ، والألف للاطلاق ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى قول ، والجملة من الفعل ونائب الفاعل فى محل نصب خبر يك وجملة يك واسمه وخبره فى محل جر بإضافة «إذا» إليها ، وهى جملة الشرط ، والجواب محذوف يدل سابق الكلام عليه ، والتقدير : إذا لم يك قول فحذف الفاء قليل.
٣٤٩ ـ هذا البيت مما هجى به بنو أسد بن أبى العيص قديما ـ وهو من كلام الحارث بن خالد المخزومى ، وقبله :
فضحتم قريشا بالفرار ، وأنتم |
|
قمدّون سودان عظام المناكب |
اللغة : «قمدون» جمع قمد ، وهو ـ بضم القاف والميم وتشديد الدال ، بزنة عتل ـ الطويل ، وقيل : الطويل العنق الضخمه «سودان» أراد به الأشراف ، وقيل : هو جمع سود ، وهو جمع أسود ، وهو أفعل تفضيل من السيادة «عراض» جمع عرض ـ بضم العين وسكون الراء المهملة وآخره ضاد معجمة ـ بمعنى الناحية «المواكب» الجماعة ركبانا أو مشاة ، وقيل : ركاب الإبل للزينة خاصة.
الإعراب : «أما» حرف يتضمن معنى الشرط والتفصيل «القتال» مبتدأ «لا» نافية للجنس «قتال» اسم لا ، مبنى على الفتح فى محل نصب «لديكم» لدى : ظرف متعلق بمحذوف خبر لا ، ولدى مضاف والكاف ضمير المخاطب مضاف إليه ، والجملة من لا واسمه وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ ، والرابط بين جملة المبتدأ والخبر هو العموم الذى فى اسم لا ، كذا قيل ، ورده الجمهور ، واستظهر جماعة منهم أن الرابط هنا إعادة المبتدأ بلفظه فهو كقوله تعالى : (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ) (الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ) (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) «ولكن» حرف استدراك ونصب ، واسمه محذوف ، أى : ولكنكم «سيرا» مفعول مطلق لفعل محذوف : أى تسيرون